تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١١١
ولقد كرمنا بنىءادم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا * يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتى كتابه بيمينه فأولائك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا * ومن كان فى هاذه أعمى فهو فى الاخرة أعمى وأضل سبيلا) *) 2 أما القوم الذين كانوا شطر خلقهم حسنا وشطر قبيحا فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتجاوز الله عنهم، وأما الروضة فهي جنات عدن وأما المدينة التي دخلت فدار الشهداء. قال: بينما بصري صعدا فإذا مثل الذبابة البيضاء، قالا لي: هاهو ذا منزلك، وأنا جبرئيل وهذا ميكائيل. فقلت: بارك الله فيكما دعاني أدخل داري، فقالا: إنه قد بقي لك ولم تستكمله ولو استكملته دخلت دارك.
وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: هي رؤيا التي رأى أنه يدخل مكة عام الحديبية هو وأصحابه وهو يومئذ بالمدينة فعجل رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى مكة قبل الأجل فرده المشركون.
فقال ناس: قد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان حدثنا إنه سيدخلها فكانت رجعته فتنتهم وقد كان في العام المقبل سار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلها فأنزل الله عز وجل: " * (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق) *).
سفيان بن عيينة عن علي بن زيد بن حذيفة عن سعيد بن المسيب، من قول الله تعالى " * (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) *) قال: أرى بني أمية على المنابر فساءه ذلك فقيل له إنها الدنيا يعطونها (فتزوى) عنه إلا فتنة للناس قال: بلا للناس.
وروى عبد المهيمن عن بن عباس عن سهل بن سعد عن أبيه عن جده قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك فما إستجمع ضاحكا حتى مات، فإنزل الله في ذلك * (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) * * (والشجرة الملعونة) *) المذكورة " * (في القرآن) *) يعني شجرة الزقوم، ومجاز الآية: الشجرة الملعونة المذكورة في القرآن، ونصب الشجرة عطفا بها على الرؤيا تأويلها: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك والشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس فكانت فتنتهم في الرؤيا ما ذكرت، وفتنتهم في الشجرة الملعونة أن أبا جهل قال لما نزلت هذه الآية: أليس من الكذب ابن أبي كبشة أن يوعدكم بحرق الحجارة ثم يزعم إنه ينبت فيها شجرة وأنتم تعلمون إن النار تحرق الشجرة فما يقولون في الزقوم.
فقال عبد الله بن (الزبوي): إنها الزبد والتمر بلغة بربرة.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»