تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٤٧
تفسير سورة التوبة من الآية [38 - 43].
* (يأيها الذين ءامنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله) *، نزلت في المؤمنين، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالسير إلى غزوة تبوك في حر شديد، * (اثاقلتم إلى الأرض) *، فتثاقلوا عنها، * (أرضيتم بالحيوة الدنيا من الآخرة فما متع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) * [آية: 38]، يعنى إلا ساعة من ساعات الدنيا.
ثم خوفهم: * (إلا تنفروا) * في غزاة تبوك إلى عدوكم، * (يعذبكم عذابا أليما) *، يعنى وجيعا، * (ويستبدل قوما غيركم) * أمثل منكم، وأطوع لله منكم * (ولا تضروه شيئا) *، يعنى ولا تنقصوا من ملكه شيئا بمعصيتكم إياه إنما تنقصون أنفسكم، * (والله على كل شيء) * أراده * (قدير) * [آية: 39] إن شاء عذبكم واستبدل بكم قوما غيركم.
ثم قال للمؤمنين: * (إلا تنصروه) *، يعنى النبي صلى الله عليه وسلم، * (فقد نصره الله) *، هذه أول آية نزلت من براءة، وكانت تسمى الفاضحة، لما ذكر الله فيها من عيوب
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»