تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٤٦
إن عدة الشهور عند الله) *، وذلك أن المؤمنين ساروا من المدينة إلى مكة قبل أن يفتح الله على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنا نخاف أن يقاتلنا كفار مكة في الشهر الحرام، فأنزل الله عز وجل * (إن عدة الشهور عند الله) * * (اثنا عشر شهرا في كتاب الله) * يعنى اللوح المحفوظ، * (يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم) *، المحرم، ورجب، وذو القعدة، وذو الحجة، * (ذلك الدين القيم) *، يعنى الحساب، * (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) *، يعنى في الأشهر الحرام، يعنى بالظلم ألا تقتلوا فيهن أحدا من مشركي العرب، إلا أن يبدءوا بالقتل، * (ذلك الدين القيم) *، يعنى بالدين الحساب المستقيم، ثم قال: * (وقاتلوا المشركين) *، يعنى كفار مكة، * (كافة) *، يعنى جميعا، * (كما يقتلونكم كافة) *، يقول: إن قاتلوكم في الشهر الحرام، فاقتلوهم جميعا، * (واعلموا أن الله) * في النصر * (مع المتقين) * [آية: 36] الشرك.
* (إنما النسئ زيادة) *، يعنى به في المحرم زيادة * (في الكفر) *، وذلك أن أبا ثمامة الكناني، اسمه جبارة بن عوف بن أمية بن فقيم بن الحارث، وهو أول من ذبح لغير الله الصفرة في رجب، كان يقف بالموسم، ثم ينادي: إن آلهتكم قد حرمت صفر العام، فيحرمون فيه الدماء والأموال، ويستحلون ذلك في المحرم، فإذا كان من قابل نادى: إن آلهتكم قد حرمت المحرم العام، فيحرمون فيه الدماء والأموال، فيأخذ به هوازن، وغطفان، وسليم، وثقيف، وكنانة، فذلك قوله: * (إنما النسئ) *، يعنى ترك المحرم * (زيادة في الكفر) * * (يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما) *، يقول: يستحلون المحرم عاما، فيصيبون فيه الدماء والأموال، ويحرمونه عاما، فلا يصيبون فيه الدماء والأموال، ولا يستحلونها فيه، * (ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا) * في المحرم * (ما حرم الله) * فيه من الدماء والأموال، * (زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكفرين) * [آية: 37].
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»