تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٤٣
* (يأيها الذين ءامنوا إنما المشركون نجس) *، يعنى مشركي العرب، والنجس الذي ليس بطاهر، الأنجاس الأخباث، * (فلا يقربوا المسجد الحرام) *، يعنى أرض مكة، * (بعد عامهم هذا) *، يعنى بعد عام كان أبو بكر على الموسم. قال ابن ثابت:
قال أبي: في السنة التاسعة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: * (وإن خفتم عيلة) *، و ذلك أن الله عز وجل أنزل بعد غزاة تبوك: * (فاقتلوا المشركين) * إلى قوله:
* (كل مرصد) *، فوسوس الشيطان إلى أهل مكة، فقال: من أين تجدون ما تأكلون، وقد أمر أنه من لم يكن مسلما أن يقتل ويؤخذ الغنم، ويقتل من فيها، فقال الله تعالى:
امضوا لأمري وأمر رسولي، * (فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء) *، ففرحوا بذلك، فكفاهم الله ما كانوا يتخوفون، فأسلم أهل نجد، وجرش، وأهل صنعاء، فحملوا الطعام إلى مكة على الظهر، فذلك قوله: * (وإن خفتم عيلة) *، يعنى الفقر، * (فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء) * * (إن الله عليم حكيم) * [آية: 28].
قتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر) *، يعنى الذين لا يصدقون بتوحيد الله، ولا بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال، * (ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله) *، يعنى الخمر، ولحم الخنزير، وقد بين أمرهما في القرآن، * (ولا يدينون دين الحق) * الإسلام؛ لأن غير دين الإسلام باطل، * (من الذين أوتوا الكتاب) *، يعنى اليهود والنصارى، * (حتى يعطوا الجزية عن يد) *، يعنى عن أنفسهم، * (وهم صاغرون) * [آية: 29]، يعنى مذلون إن أعطوا عفوا لم يؤجروا، وإن أخذوا منهم كرها لم يثابوا.
تفسير سورة التوبة من الآية [30 - 32].
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»