تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٥٢
يعنى وبالله فليثق الواثقون.
* (قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنين) *، إما الفتح والغنيمة في الدنيا، وإما شهادة فيها الجنة في الآخرة والرزق، * (ونحن نتربص بكم) * العذاب والقتل، * (أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو) * عذاب * (بأيدينا) * فنقتلكم، * (فتربصوا) * بنا الشر، * (إنا معكم متربصون) * [آية: 52] بكم العذاب.
* (قل) * يا محمد للمنافقين: * (أنفقوا طوعا) * من قبل أنفسكم، * (أو كرها) * مخافة القتل، * (لن يتقبل منكم) * النفقة، * (إنكم كنتم قوما فسقين) * [آية: 53]، يعنى عصاة.
* (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله) * بالتوحيد * (و) * كفروا * (وبرسوله) * بمحمد صلى الله عليه وسلم أنه ليس برسول، * (ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى) *، يعنى متثاقلين ولا يرونها واجبة عليهم، * (ولا ينفقون) * يعنى المنافقين الأموال، * (إلا وهم كرهون) * [آية: 54] غير محتسبين.
* (فلا تعجبك) * يا محمد * (أموالهم ولا أولادهم) *، يعنى المنافقين * (إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا) * بما يلقون في جمعها من المشقة، وفيها من المصائب، * (وتزهق أنفسهم) *، يعنى ويريد أن تذهب أنفسهم على الكفر فيميتهم كفارا، فذلك قوله: * (وهم كفرون) * [آية: 55] بتوحيد الله ومصيرهم إلى النار.
ويحلفون بالله) * يعنيهم، * (إنهم لمنكم) * معشر المؤمنين على دينكم، يقول الله: * (وما هم منكم) * على دينكم، * (ولكنهم قوم يفرقون) * [آية: 56] القتل، فيظهرون الإيمان.
ثم أخبر عنهم فقال: * (لو يجدون ملجئا) *، يعنى حرزا يلجأون إليه، * (أو مغرت) *، يعنى الغيران في الجبال، * (أو مدخلا) *، يعنى سربا في الأرض، * (لولوا إليه) * وتركوك يا محمد، * (وهم يجمحون) * [آية: 57]، يعنى يستبقون إلى الحرز.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»