تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٥٥
وأترك آخر، وإن الذي أترك أحب إلي من الذي أعطى، ولكن أتألف بالعطية، وأوكل المؤمن إلى إيمانه '.
* (ومنهم) *، يعنى من المنافقين، * (الذين يؤذون النبي) * صلى الله عليه وسلم، منهم: الجلاس بن سويد، وشماس بن قيس، والمخش بن حمير، وسماك بن يزيد، وعبيد بن الحارث، ورفاعة بن زيد، ورفاعة بن عبد المنذر، قالوا ما لا ينبغي، فقال رجل منهم: لا تفعلوا، فإنا نخاف أن يبلغ محمدا فيقع بنا، فقال الجلاس: نقول ما شئنا، فإنما محمد أذن سامعة، فنأتيه بما نقول، فنزلت في الجلاس: * (ويقولون هو أذن) *، يعنى النبي صلى الله عليه وسلم، * (قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين) *، يعنى يصدق بالله، ويصدق المؤمنين، * (ورحمة للذين ءامنوا منكم) *، يقول: محمد رحمة للمؤمنين، كقوله: * (رؤوف رحيم) * [التوبة:
128]، يعنى للمصدقين بتوحيد الله، * (رؤوف رحيم) * * (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم) * [آية: 61]، يعنى وجيع.
يحلفون بالله لكم ليرضوكم) * بعد اليوم، منهم: عبد الله بن أبي، حلف ألا نتخلف عنك، ولنكونن معك على عدوك، * (والله ورسوله أحق أن يرضوه) *، فيها تقديم، * (إن كانوا مؤمنين) * [آية: 62]، يعنى مصدقين بتوحيد الله عز وجل.
* (ألم يعلموا) *، يعنى المنافقين * (أنه من يحادد الله ورسوله) *، يعنى يعادي الله ورسوله، * (فأن له نار جهنم خلدا فيها) * (لا يموت) * (ذلك) * (العذاب) * (الخزى العظيم) * [آية: 63].
قوله: * (يحذر المنافقون) *، نزلت في الجلاس بن سويد، وسماك بن عمر، ووداعة بن ثابت، والمخش بن حمير الأشجعي، وذلك أن المخش قال لهم: والله لا أدرى إني أشر خليقة الله، والله لوددت أنى جلدت مائة جلدة، وأنه لا ينزل فينا ما يفضحنا، فنزل: * (يحذر المنفقون) * * (أن تنزل عليهم سورة) *، يعنى براءة، * (تنبئهم بما في قلوبهم) * من النفاق، وكانت تسمى الفاضحة، * (قل استهزءوا إن الله مخرج) * مبين
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»