تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٥٣
ومنهم، يعنى المنافقين، * (من يلمزك في الصدقات) *، يعنى يطعن عليك، نظيرها: * (ويل لكل همزة لمزة) * [الهمزة: 1] وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم الصدقة، وأعطى بعض المنافقين، ومنع بعضا، وتعرض له أبو الخواص، فلم يعطه شيئا، فقال أبو الخواص: ألا ترون إلى صاحبكم، إنما يقسم صدقاتكم في رعاء الغنم، وهو يزعم أنه يعدل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' لا أبا لك، أما كان موسى راعيا، أما كان داود راعيا '، فذهب أبو الخواص، فقال النبي: ' احذروا هذا وأصحابه، فإنهم منافقون '، فأنزل الله:
* (ومنهم من يلمزك في الصدقات) *، يعنى يطعن عليك بأنك لم تعدل في القسمة، * (فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) * [آية: 58].
* (ولو أنهم رضوا ما ءاتهم) *، يعنى ما أعطاهم، * (الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله) *، يعنى سيغنينا الله، * (من فضله ورسوله) *، فيها تقديم، * (إنا إلى الله راغبون) * [آية: 59].
تفسير سورة التوبة من [الآية: 60 - 66] ثم أخبر عن أبي الخواص، أن غير أبى الخواص أحق منه بالصدقة، وبين أهلها، فقال:
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»