تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٦٦
وذلك أنهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: احملنا، فإنا لا نجد ما نخرج عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
* (لا أجد ما أحملكم عليه تولوا) *، انصرفوا من عنده وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون، ثم عاب أهل السعة، فقال: * (إنما السبيل على الذين يستئذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) *، يعنى مع النساء بالمدينة، وهم المنافقون، * (وطبع الله على قلوبهم) *، يعنى وختم على قلوبهم بالكفر، يعنى المنافقين، * (فهم لا يعلمون) * [آية: 93].
ثم أخبر عنهم، فقال: * (يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم) * من غزاتكم، يعنى عبد الله بن أبي، * (قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم) *، يعنى لن نصدقكم بما تعتذرون، * (قد نبأنا الله من أخباركم) *، يقول: قد أخبرنا الله عنكم وعن ما قلتم حين قال لنا:
* (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا) *، يعنى إلا عيا * (ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة) * [التوبة: 47]، فهذا الذي نبأنا الله من أخباركم، ثم قال: * (وسيرى الله عملكم ورسوله) * فيما تستأذنون، * (ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة) *، يعنى شهادة كل نجوى، * (فينبئكم) * في الآخرة، * (بما كنتم تعملون) * [آية: 94] في الدنيا.
* (سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم) *، يعنى إذا رجعتم * (إليهم) * إلى المدينة، * (لتعرضوا عنهم) * في التخلف، * (فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون) * [آية: 95]، فحلف منهم بضع وثمانون رجلا، منهم: جد بن قيس، ومعتب بن فشير، وأبو لبابة، وأصحابه.
* (يحلفون لكم لترضوا عنهم) *، وذلك أن عبد الله بن أبي حلف للنبي صلى الله عليه وسلم بالله الذي لا إله إلا هو، لا نتخلف عنك، ولنكونن معك على عدوك، وطلب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يرضى عنه وأصحابه، يقول الله: * (فإن ترضوا عنهم) *، يعنى عن المنافقين المتخلفين، * (فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) * [آية: 96]، يعنى العاصين.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»