تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٣٨٥
* (ولقد خلقناكم) *، يعني آدم، عليه السلام، * (ثم صورناكم) *، يعني ذرية آدم، ذكرا وأنثى، وأبيض وأسود، سويا وغير سوي، * (ثم قلنا للملائكة) * الذين هم في الأرض، ومنهم إبليس عدو الله: * (اسجدوا لآدم فسجدوا) * له، ثم استثنى، فقال:
* (إلا إبليس لم يكن من الساجدين) * [آية: 11] لآدم مع الملائكة.
* (قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) * [آية:
12]، والنار تغلب الطين.
* (قال فاهبط منها) *، قال: اخرج من صورة الملائكة إلى صورة الدمامة، فأخرج من الجنة يا إبليس، * (فما يكون لك أن تتكبر فيها) *، فما ينبغي لك ان تتعظم فيها، يعني في الجنة، * (فأخرج) * منها * (إنك من الصاغرين) * [آية: 13]، يعني من المذلين.
* (قال) * إبليس لربه: * (أنظرني إلى يوم يبعثون) * [آية: 14]، يعني النفخة الآخرة، يوم يبعث آدم، عليه السلام، وذريته.
* (قال) * الله: * (إنك من المنظرين) * [آية: 15]، فلا تموت إلى يوم الوقت المعلوم، يعني أجلا معلوما، وهي النفخة الأولى، * (قال فبما أغويتني) *، قال: اما إذ أضللتني.
* (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) * [آية: 16]، يعني لأصدنهم عن دينك المستقيم، يعني الإسلام.
* (ثم لآتينهم من بين أيديهم) *، من قبل الآخرة، فأزين لهم التكذيب بالبعث، وبالجنة، وبالنار، * (ومن خلفهم) *، يعني من قبل الدنيا، فأزينها في أعينهم، وأرغبهم فيها، ولا يعطون فيها حقا، * (وعن أيمانهم) *، يعن من قبل دينهم، فإن كانوا على هدى شبهته، عليهم حتى يشكوا فيها، وإن كانوا على ضلالة زينتها لهم، * (وعن شمائلهم) *، يعني من قبل الشهوات واللذات من المعاصي وأشهيها إليهم، * (ولا تجد أكثرهم شاكرين) * [آية:
17]، لنعمتك، فلا يوحدونك.
* (قال) * له: * (اخرج منها) * يعني من الجنة، * (مذءوما) * منفيا، * (مدحورا) *، يعني مطرودا، * (لمن تبعك منهم) * على دينك، * (لأملأن جهنم منكم أجمعين) * [آية: 18]، يعني إبليس وذريته وكفار ذرية آدم منهم جميعا.
(٣٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 ... » »»