تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٣٨٠
ثم وعدهم، فقال: * (هل ينظرون) *، يعني ما ينتظر كفار مكة بالإيمان * (إلا أن تأتيهم الملائكة) *، يعني ملك الموت وحده بالموت، * (أو يأتي ربك) * يوم القيامة في ظلل من الغمام، * (أو يأتي بعض آيات ربك) *، يعني طلوع الشمس من مغربها، ثم قال: * (يوم يأتي بعض آيات ربك) *، يعني طلوع الشمس من المغرب، * (لا ينفع نفسا إيمانها) *، يعني نفسا كافرة حين لم تؤمن قبل أن تجيء هذه الآية، * (لم تكن آمنت من قبل) *، يقول: لم تكن صدقت من قبل طلوع الشمس من مغربها، * (أو) * لم تكن * (كسبت في إيمانها خيرا) *، يقول: لم تكن هذه النفس عملت قبل طلوع الشم من مغربها، ولم يقبل منها بعد طلوعها، ومن كان يقبل منه عمله قبل طلوع الشمس من مغربها، فإنه يتقبل منه بعد طلوعها، ثم أوعدهم العذاب، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: * (قل انتظروا) * العذاب * (إنا منتظرون) * [آية: 158] بكم العذاب.
تفسير سورة الأنعام آية [159] * (إن الذين فرقوا دينهم) * الإسلام الذي أمروا به، ودخلوا في غيره، يعني اليهود والنصارى قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم، * (وكانوا شيعا) *، يعني أحزابا يهود، ونصارى، وصابئين، وغيرهم، * (لست منهم) * يا محمد * (في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) * [آية: 159]، فنسختها آية براءة: * (قاتلوا الذين) * إلى قوله:
* (صاغرون) * [التوبة: 29].
تفسير سورة الأنعام آية [160] * (من جاء) * في الآخرة * (بالحسنة) * بالتوحيد والعمل الصالح، * (فله عشر أمثالها) * في الأضعاف، * (ومن جاء) * في الأخرة * (بالسيئة) *، يعني الشرك، * (فلا يجزى إلا مثلها) * في العظم، فجزاء الشرك أعظم الذنوب، والنار أعظم العقوبة، وذلك قوله: * (جزاء وفاقا) * [النبأ: 26] وافق الجزاء العمل، * (وهم لا يظلمون) * [آية:
160] كلا الفريقين جميعا.
تفسير سورة الأنعام آية [161]
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»