تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٨٠
قبلا فيراه كما يرى أحدكم صاحبه الذي يكلمه فهذا الرسول والنبي الذي يؤتى في النوم نحو رؤيا إبراهيم عليه السلام، ونحو ما كان يأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من السبات إذا أتاه جبرئيل في النوم فهكذا النبي، ومنهم من يجمع له الرسالة والنبوة فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رسولا نبيا يأتيه جبرئيل قبلا فيكمله ويراه، ويأتيه في النوم، وأما المحدث فهو الذي يسمع كلام الملك فيحدثه من غير أن يراه ومن غير أن يأتيه في النوم.
أقول: وفي معناه روايات أخر.
وفي التوحيد بإسناده عن محمد بن مسلم ومحمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن جبرئيل من قبل الله إلا بالتوفيق.
وفي تفسير العياشي عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف لم يخف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان؟ قال:
فقال: إن الله إذا اتخذ عبدا رسولا أنزل عليه السكينة والوقار فكان يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه.
وفي الكافي بإسناده عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان) قال: خلق من خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبره ويسدده، وهو مع الأئمة من بعده.
أقول وفي معناها عدة روايات وفي بعضها أنه من الملكوت، قال في روح المعاني: ونقل الطبرسي عن أبي جعفر وأبي عبد الله أن المراد من هذا الروح ملك أعظم من جبرئيل ومكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يصعد إلى السماء وإنه لفينا. انتهى.
واستغرابه فيما لا دليل له على نفيه غريب. على أنه يسلم تسديد هذا الروح لبعض الأمة غير النبي كما هو ظاهر لمن راجع قسم الإشارات من تفسيره.
وفي النهج: ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله وسلم من لدن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست