تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٧٩
وقيل: المضارع للاستقبال والمراد مصيرها جميعا إليه يوم القيامة، وقد سيقت الجملة لوعد المهتدين إلى الصراط المستقيم ووعيد الضالين عنه، وأول الوجهين أظهر.
(بحث روائي) في الدر المنثور أخرج البخاري ومسلم والبيهقي عن عائشة أن الحارث بن هشام سال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف يأتيك الوحي؟ قال: أحيانا يأتيني الملك في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وهو أشده علي، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول:
قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم وإن جبينه ليتفصد عرقا.
وفي التوحيد بإسناده عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك الغشية التي كانت تصيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا نزل عليه الوحي؟ قال: فقال: ذلك إذا لم يكن بينه وبين الله أحد ذاك إذا تجلى الله له. قال: ثم قال: تلك النبوة يا زرارة وأقبل يتخشع.
وفي العلل بإسناده عن ابن أبي عمير عن عمرو بن جميع عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان جبرئيل إذا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قعد بين يديه قعدة العبد، وكان لا يدخل حتى يستأذنه.
وفي أمالي الشيخ بإسناده عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال بعض أصحابنا: أصلحك الله كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: قال جبرئيل، وهذا جبرئيل يأمرني ثم يكون في حال أخرى يغمى عليه، فقال أبو عبد الله عليه السلام إنه إذا كان الوحي من الله إليه ليس بينهما جبرئيل أصابه ذلك لثقل الوحي من الله، وإذا كان بينهما جبرئيل لم يصبه ذلك فقال: قال لي جبرئيل وهذا جبرئيل.
وفي البصائر عن علي بن حسان عن ابن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام من الرسول؟ من النبي؟ من المحدث؟ فقال: الرسول الذي يأتيه جبرئيل فيكلمه
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست