تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٢١٠
لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين - 25. ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن - 26. ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون - 27.
فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون - 28.
(بيان) لما قسم الناس على قسمين وانتهى الكلام إلى الانذار عقب ذلك بالإشارة إلى قصتين قصة قوم عاد وهلاكهم ومعها الإشارة إلى هلاك القرى التي حول مكة وقصة إيمان قوم من الجن صرفهم الله إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاستمعوا القرآن فامنوا ورجعوا إلى قومهم منذرين وإنما أورد القصتين ليعتبر بهما من شاء أن يعتبر منهم، وهذه الآيات المنقولة تتضمن أولى القصتين.
قوله تعالى: (واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه) الخ، أخو القوم هو المنسوب إليهم من جهة الأب، والمراد بأخي عاد هود النبي عليه السلام، والأحقاف مسكن قوم عاد والمتيقن أنه في جنوب جزيرة العرب ولا أثر اليوم باقيا منهم، واختلفوا أين هو؟ فقيل: واد بين عمان ومهرة، وقيل رمال بين عمان إلى حضرموت، وقيل: رمال مشرفة على البحر بالشحر من أرض اليمن وقيل غير ذلك.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست