تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢٥٧
وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون).
أقول: والرواية تؤيد ما استفدناه سابقا من الآية.
وفي تفسير القمي قال: كان أبو ذر الغفاري يغدو كل يوم وهو في الشام فينادى بأعلى صوته: بشر أهل الكنوز بكى في الجباه، وكي في الجنوب، وكي في الظهور حتى يتردد الحر في أجوافهم.
أقول: وقد استفاد الطبرسي في المجمع من الرواية الوجه في تخصيص الجباه والجنوب والظهور من بين أعضاء الانسان بالذكر في الآية، وأن الغرض من تعذيبهم بهذا الوجه إيراد حر النار في أجوافهم وهى داخل الرؤوس فتكوى جباههم وداخل الصدور والبطون فتكوى جنوبهم وظهورهم.
ويمكن تتميم ما ذكره بأنهم يكبون على وجوههم ورؤوسهم منكوسة على ما يشعر به الاخبار وبعض الآيات ثم تكوى أعضاؤهم من فوق فينتج ذلك كي الجباه والجنوب والظهور.
وفي الدر المنثور اخرج عبد الرزاق في المصنف عن أبي ذر قال: بشر أصحاب الكنوز بكى في الجباه وفي الجنوب وفي الظهور.
وفيه اخرج ابن سعد وابن أبى شيبة والبخاري وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن زيد بن وهب قال: مررت على أبى ذر بالربذة فقلت: ما أنزلك بهذه الأرض؟ قال: كنا بالشام فقرأت: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) فقال معاوية: ما هذه فينا هذه في أهل الكتاب . قلت انا: انها لفينا وفيهم.
وفيه اخرج مسلم وابن مردويه عن الأحنف بن قيس قال: جاء أبو ذر فقال:
بشر الكانزين بكى من قبل ظهورهم يخرج من جنوبهم، وكي من جباههم يخرج من أقفائهم، فقلت: ماذا؟ قال: ما قلت إلا ما سمعت من نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم.
وفيه أخرج أحمد في الزهد عن أبي بكر المنكدر قال: بعث حبيب بن سامة إلى أبى ذر وهو أمير الشام بثلاثمائة دينار، وقال: استعن بها على حاجتك، فقال
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست