شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٦
إذا عرفت هذا فاعرف ان كل وجود له دلالة ذاتية بوضع إلهي على جهة نورانية هي وجه الله فيه كما قال تعالى أينما تولوا فثم وجه الله وقال المتألهون كل موجود ذو وجهين وجه من ربه ووجه من نفسه فالدال جهته النفسية وللدلول جهته الربانية وتلك الجهة النورانية الربانية في عين كونها واحدة لها شؤون غير متناهية وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وما نفدت كلمات الله والوجودات بما هي مضافات إلى المهيات كلماتها وتسبيحاتها وتمجيداتها وبما هي مضافات إلى الله تعالى كلماته وخطاباته المتعلقات باسماعها الثابتة كأعيانها وسرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه التسريح الارسال وتسريح الماشية أسامتها ومنه قوله ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم * واسمت سرح اللحظ حيث أساموا فتشبيه قطع الليل في النفس بقطع المواشي استعارة بالكناية واثبات التسريح لها استعارة تخييلية وفيه ايماء إلى مسخريتها لله تعالى وانها متحركة بتحريك الملائكة الموكلة بها التي هي أيدي عمالة لله تعالى كتسخر قطيع الغنم للراعي وأيضا التسريح التطليق ومنه قوله تعالى أو تسريح باحسان وأيضا حل الشعر وارساله ومنه اطلاق المسرح (كمنبهى)؟؟ على المشط وح كان فيه تشبيه الليل بالشعر والقطعة بالكسر الطايفة من الشئ والمراد بقطع الليل ساعاته ودقايقه وثوانيه وهكذا لأنه الكم المتصل الغير القار القابل للقسمة إلى غير النهاية واما القطع كما في قوله تعالى بقطع من الليل فهو مخصوص بظلمة اخر الليل أو بقطعة من أوله إلى ثلثه والظلم من أظلم بمعنى صار ذا ظلمة كما في قولهم اغد البعير أي صار ذا غدة والغياهب جمع الغيهب أي الظلمة والشديد السواد من الخيل واظلام الليل بمرور الشمس في قوس الليل ووقوع المخروط من ظل الأرض فوق الأرض والتلجلج التردد في الكلام لثقل لسان أو دهشة وخشية ومنه قولهم الحق أبلج والباطل لجلج أي الحق ظاهر والباطل غير مستقيم بل متردد ولجة البحر تردد أمواجه ولجة الليل تردد ظلامه وأضيف التلجلج إلى الليل لان (الأشباء فيه غير متخيرة)؟
مثل كلام المتلجلج فكأنه الحيوان الا بكم والنهار هو الحيوان الناطق والباء في قوله (ع) بغياهب إما للمصاحبة متعلقة بسرح واما للسببية متعلقة يا لمظلم ويمكن على الأول جعل التلجلج من لجة البحر والغياهب الخيل الشديدة السواد تشبيها فيكون أوفق بالتسريح بمعنى الاسامة لمعات واشراقات لتأويل الظلمات التأويل ان يراد بقطع الليل المهيات المطلقة والمواد المختلفة بالنوع الفلكية والمادة العنصرية الأولي والمادة المجسمة الثانية أنفسها وظلماتها امكاناتها الذاتية وامكاناتها الاستعدادية ففي الفقرة
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»