شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٥
مقوما للأنوار المجردة القاهرة والأنوار الاسفهبدية الفلكية والأرضية والأنوار العرضية الشمسية والقمرية والنجومية والسرجية كلها اظلال لنور الله الحقيقي العيني القيومي دالات عليه ناطقات بتمجيده تنوير فتاحي لتأويل صباحي تأويل هذه الفقرة انه تعالى اخرج لسان صبح الأزل من مطلع مرتبة الظهور والاظهار متنطقا بالنطق التكويني وكلمة كن الوجودية المنشعبة إلى كلمات غاليات ونازلات لا تنفد ولا تبيد ولو نفد البحار المعربة عما في الضمير المكنون المخزون وتبلجه اشراقه المعنوي القيومي المذكور انفا الذي تلألأ به مهيات الأرواح والأشباح واستصبحت بهذا الاصباح فيكون هذا الصباح موافقا لصبح الأزل الذي أجاب به صاحب هذا الدعاء عليه آلاف التحية والثناء كميل بن زياد حين سئله عن الحقيقة بقوله (ع) نور يشرق من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد اثاره بعد أجوبة أخرى والحديث مشروح بالتفصيل مشهور بين أهل الحقيقة بيان ذلك ان لله تعالى تجليات تجل ذاتي هو تجلى ذاته بذاته على ذاته إذ لم يكن اسم ولا رسم وتجل صفاتي هو تجلى ذاته في أسمائه الحسنى وصفاته العليا على وجه يستتبع تجليه في صور أسمائه وصفاته أعني الأعيان الثابتة اللازمة للأسماء والصفات لزوما غير متأخر في الوجود بل هي هناك موجودة بوجود الأسماء الموجودة بوجود المسمى جل شانه وهذا التجلي يسمى بالمرتبة الواحدية كما أن الأول يسمى بالمرتبة الأحدية وتجلى افعالي هو تجلى ذاته بفعله وهو الوجود الانبساطي على كل مهية مهية من الدراة البيضاء إلى ذرة الهباء في كل من الجبروت والملكوت والناسوت بحسبه وهذا مسمى بالرحمة الفعلية كما أن الثاني مسمى بالرحمة الصفتية وهذا بالفيض المقدس وذاك بالفيض الأقدس وصبح الأزل يمكن ان يراد به الثاني كما يمكن ان يراد به الثالث وبيان النطق الحقيقي للصباح سواء كان صباح عالم الصورة أو صباح عالم المعنى ان النطق الظاهري اللفظي انما يكون نطقا لكونه وجودا كاشفا عن وجود ذهني وهو عن وجود عيني لا لكون خصوصية الصوت معتبرة فيه حتى لو لم يكن صوتا لم يكن نطقا وانما هذه بالمواضعة للتسهيل كما أن كاشفيته عن وجود آخر ذهني بالمواضعة ودلالته بالوضع لا بالطبع ولو كان بالطبع لأكد نطقيته كما في الوجودات الذهنية بالنسبة إلى الوجودات العينية ولذا يمسى العقول المدركة للكليات نواطق والنفس ناطقة وقيل شعرا ان الكلام لفى الفؤاد وانما * جعل اللسان على الفؤاد دليلا والأشاعرة ذهبوا إلى الكلمات النفسية ولكن لا وجه للتخصيص فاذن إن كان بدل الكيفيات المسموعة الموضوعة أشياء أخرى موضوعة بحيث يكون حضور الأشياء الدالة منشأ لحضور الأشياء المدلولة في الذهن كان حالها ح حالها
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»