شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ١٧
الأسماء المكتوبة لله وللنبي والأئمة (ع) إذا عرفت هذا فنقول الصور العقلية التي يجعلها العارف والعالم به والذاكر له عنوانات ذاته وصفاته هي هي بوجه وليست هي هي بوجه فالمعرفة به بالعنوانات المطابقة معرفته ومعرفة صفاته ولا يستحق ولا يصح فيها السلب وكذا تذكر الذاكر له بأسمائه الحسنى اللفظية ومعانيها الشامخة التي يرفع درجة الذاكر بتدبرها تذكر بلا شايبة خلط وغلط وذلك باعتبار الوجه الأول وبضميمة ان كل مفهوم يصدق على نفسه بالحمل الأولى الذاتي ولا يسلب عن نفسه فمفهوم الوجوب وجوب ومفهوم الامكان امكان ومفهوم الامتناع امتناع وليس مفهوم الوجوب بذاته امكانا أو ممكنا وقس عليه وما يق انه سبحانه لا يكتنه ولا يحاط بالأدلة العقلية وكذا النقلية مثل قول مولانا باقر العلوم (ع) كلما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود إليكم فذلك باعتبار الوجه الثاني أي اخذ عنواناته الذهنية بشرط لا وفقط ومعنونات فإنها ح كيفيات ذهنية مجعولات ذهنك ومخترعات خاطرك وممكنات بالحمل الشايع بخلاف الوجه الأول فان الذهن مستغرق في المسرى إليه الحكم فالشمس مثلا الذي في الذهن عنوان فان في المعنون الذي هو الشمس العيني ولا وجود للعنوان بما هو عنوان بنفسه فضلا عن كونه كيفا أو غيره وهكذا في الشمس اللفظي والكتبي إذا جعلا عنوانين للشمس الذهني فالثلثة ظهورات للشمس العيني وأطوار له والوجود منفى عنها فليست ح كيفيات مبصرة ومسموعة ونفسانية بل جواهر بجوهريته وموجودات بوجوده ثم إن الفرق بين البيان الثالث والرابع مع اشتراكهما في بعض المبادى وهو اتحاد الاسم والمسمى بوجه غير خفى لأنه أين الأسماء والأوصاف الذهنية من الأسماء الوجودية التي ورد فيها عن الأئمة (ع) نحن الأسماء الحسنى الذين لا يقبل الله عملا الا بمعرفتنا وأين الوجوه والعنوانات الذهنية وانى وجه الله الذي أينما تولوا فثم وجه الله وتنزه عن مجانسة مخلوقاته لما اوهم الفقرة السابقة سيما على الوجه الرابع التشبيه صار المقام مقام التنزيه والاجلال لأنه تعالى خارج عن الحدين حد التشبيه وحد التنزيه قال تعالى ليس كمثله شئ وهو السميع البصير والمجانسة الاتحاد في الجنس ومن المعلومات تنزيهه تعالى عن ذلك إذ لو كان له تعالى جنس شاركته فيه مخلوقاته ومن المتقررات في مقره ان الجنس مهية مبهمة والفصل علة لتحصله وتعينه كان له فصل فيلزم ان يكون له تعالى مهية وقد برهن في مقامه ان لا مهية له سوى
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»