شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ١٦
ذكرتم دلالة الذات على الذات قلت إنها وان لم تكن ذات الله لكنها باقية ببقاء الله موجودة بوجود الله لا بوجودات على حيال أنفسها ولا نفسية لها انما هي كالمعاني الحرفية غير مستقلة بالمفهومية كما قيل كنا حروفا عاليات لم نقل * متعلقات في ذرى أعلى القلل فهى مقام ظهور الأسماء الحسنى للكنز المخفي المسمى والاسم عين المسمى من وجه وغيره من وجه وأيضا دلالتها على ذات الله باعتبار حملها أعباء صفات الله تعالى لا باعتبار نفس الحامل والمظهر المستهلك تحت أنوار الصفات فبالحقيقة صفاته دلت على ذاته ولا حكم ولا دلالة لنفس الحامل لأنه لكمال رقته ولطافته لالون له في نفسه فانصبغ بصبغة صفات الله كالمهية والهيولي المبهمتين الفاينتين في الوجود والصورة وكالمراة في عالم الشهادة حيث كانت فانية في الصور المرئية فيها فلا يرى نفسها إذ لا يمكن بروز الصور التي فيها من بروزها والصفات وإن كانت بحسب المفهوم غير الذات المتعالية لكنها بحسب الوجود عين الذات فدل ذاته على ذاته ثم على صفاته ثم صفاته على أفعاله ورابعها ان الشئ له وجود عيني ووجود ذهني ووجود لفظي ووجود كتبي والوجود الذهني حسى وخيالي ووهمي وعقلي وجميع هذه الوجودات أطوار الشئ وظهوراته وذلك الشئ أصلها المحفوظ وسنخها الباقي والأداني إذا جعلت آلات لحاظ الأعالي فهى هي بوجه وليست هي هي بوجه فالوجود الكتبي كصورة زيد المكتوبة على لوح مثلا إذا جعل آلة لحاظ وجوده الذهني أو العيني لا يباينهما كيف ولو باينهما لم يسر احكام نسبت إليه بالكتب من كونه حيا أو ميتا أو صحيحا أو مريضا أو غير ذلك إليه والتالي باطل وإذا كان هذا هكذا والوجود الكتبي واللفظي ابعد من العيني لاختلاف مهياتها ولان دلالتهما عليه بالوضع لا بالطبع فما ظنك بالوجود الذهني إذا جعل آلة لحاظ الوجود العيني ولا سيما في الصور الذهنية المطابقة النفس الامرية بوجدان الحدود والرسوم والوجود والبراهين وبالجملة ما هو وهل هو ولم هو كما هو شأن الحكيم فان دلالته بالطبع على الوجود العيني واشتراكهما في المهية إذ الأشياء تحصل بمهياتها في الذهن والذاتي لا يختلف ولا يتخلف فالشمس الذهني إذا جعل مراة لملاحظة الشمس العيني فهو هو بوجه ويسرى الاحكام منه إليه وإذا اخذ مستقلا فليس هو هو ولكل حكمه وهذا أحد وجوه قولهم الاسم عين المسمى أي حتى اللفظي والكتبي والحق عندنا انه هو هو بوجه أي مأخوذا لا بشرط وليس هو بوجه أي مأخوذا بشرط لا ومن هنا يظهر سر احترام
(١٦)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»