شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٨
من المادة ولواحقها ولو كانت المادة بمعنى المتعلق فيها مستهلكة لأنها قدرة الله ومشية الله وكالمعنى الحرفي بالنسبة إليه كانت النفوس الفلكية في الحقيقة عشاقا لله راجين لقائه متواجدين في عشق جماله وجلاله هذا بلسان ونساكا إلهيين وعبادا ربانيين حول كعبة وصاله هذا بلسان اخر قال المعلم الثاني صلت السماء بدورانها والأرض برجحانها والماء بسيلانه والمطر بهطلانه وقد يصلى له ولا يشعر ولذكر الله أكبر وفى كون الأفلاك ذوات نفوس قولان أحدهما ان لكل كرة في فلك نفسا وثانيهما ان النفس للفلك الكلى والأفلاك الجزئية والكوكب فيه كالآلات وما يق انه يستفاد من بعض الأخبار انه لا حياة للافلاك وانها كالجمادات فليس كذلك ولو دل بظاهره لكان فيه إشارة إلى انها بمقتضى التوحيد حيوتها مستهلكة في حياة الله تعالى كما أن ارادتها مستهلكة في ارادته وفعلها في فعله واحكام الظاهر غالبة على احكام المظهر بخلاف العنصريات فينعكس الحكم ههنا الا ان تشابه الفلك والملك فالحكم الحكم وكفى في ذلك قول سيد الساجدين وزين الموحدين علي بن الحسين (ع) مخاطبا للهلال السلام عليك أيها الخلق المطيع الدائب في فلك التقدير ونعم ما قيل از ملك نه فلك چو كردانست ملك أندر تن فلك جانست * عرش وكرسي وجرمهاى كرات * كمترند از بهايم وحشرات خنفسا ومكس حمار قبان * همه با جان ومهرومه بيجان واما الصفة فلان حركته أتم الحركات وأقدمها وأدومها إما انها أتم فلان كل حركة هناك لا تقبل السرعة والبطوء والزيادة والنقصان كالدائرة بخلاف الخط المستقيم مثلا واما انها أقدم فلانها راسمة للزمان الذي لا يتقدم عليه شئ تقدما زمانيا والسابق عليه هو الباري وأسماؤه واما انها أدوم فلانها رابطة الحوادث إلى القديم فلا تنقطع الا إذا انقطع الفيض وفيض الله لا ينقطع وسيبه لا ينبت ونوره لا يأفل وقدرته لا تمل ولا تكل وان وضعه أجدى الأشياء نفعا وأكثرها اثرا فان الله سبحانه جعل الأمور الأرضية منوطة بالأوضاع السماوية واوضاع ثوابته كل مع الأخر أدوم الأوضاع وأثبتها وان شكله أفضل الاشكال فان الشكل الكروي أفضل الاشكال حيث إنه ببساطته ووحدته يحاكى عالم الوحدة والبساطة وبعدم انتهاء سطحه حيث إن نهاية السطح هي الحظ ولاحظ بالفعل في الكرة يحاكى عدم نهاية علم الله وقدرته وكلماته وباستواء نسبة مركز الكرة إلى جميع أقطارها وكون كل موضع من محيطها وسطا يحاكى استواء نسبة الرحمن إلى الكل وأيضا الشكل الكروي أصون عن الفساد ولذا كان الفاعلون بالصناعة إذا قصدوا صيانة مصنوعاتهم
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»