تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٠٩
[ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما (104)] صلاته هذه مؤداة، ولو كان كذلك لهلك سليمان بن داود حين صلاها لغير وقتها، ولكن متى ذكرها صلاها (1) والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي من لا يحضره الفقيه: وقال الصادق (عليه السلام): في قول الله (عز وجل):
" إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " قال: مفروضا (2).
وفي كتاب علل الشرائع: حدثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن موسى ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله (عز وجل): " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " قال: موجبا، إنما يعني بذلك وجوبها على المؤمنين، ولو كان كما يقولون لهلك سليمان بن داود حين أخر الصلاة حتى توارت بالحجاب لأنه لو صلاها قبل أن تغيب، كان وقتا، وليس صلاة أطول وقتا من العصر (3).
ولا تهنوا: أي لا تضعفوا.
في ابتغاء القوم: في طلب الكفار الذين هم أعداء الله وأعداؤكم.
إن تكونوا تألمون: مما ينالكم من الجراح منهم.
فإنهم يألمون: أيضا مما ينالهم من ذلك.

(١) الكافي: ج ٣ ص ٢٩٤ كتاب الصلاة، باب من نام عن الصلاة أو سهى عنها ح ١٠.
(٢) من لا يحضره الفقيه: ج ١ ص ١٢٥، باب ٢٩ فرض الصلاة ح ٢.
(٣) علل الشرائع: ج ٢ ص ٦٠٥ باب 385 نوادر العلل ح 79.
(٦٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 604 605 606 607 608 609 610 611 612 613 614 ... » »»
الفهرست