تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦١٣
لتبينن ذلك أو لا ملان سيفي منكم، فداروه وقالوا له: ارجع يرحمك الله فإنك برئ من ذلك، فمشى بنو بن أبيرق إلى رجل من أهلهم يقال له: أسيد بن عروة وكان منطقيا بليغا فمشى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا رسول الله إن قتادة بن النعمان عمد إلى أهل بيت من أهل شرف وحسب ونسب فرماهم بالسرق، واتهمهم بما ليس فيهم، فاغتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من ذلك وجاء إليه قتادة، فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: عمدت إلى أهل بيت شرف وحسب ونسب فرميتهم بالسرقة، فعاتبه عتابا شديدا، فاغتم قتادة من ذلك، ورجع إلى عمه وقال: ليتني مت ولم أكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد كلمني بما كرهته، فقال له عمه: الله المستعان، فأنزل الله في ذلك على نبيه " إنا أنزلنا إليك الكتاب " الآيات (1).
وفي مجمع البيان: ما يقرب منه، قال: وكان بشر يكنى أبا طعمة، وكان يقول الشعر ويهجو به أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم يقول: قاله فلان (2).
ولا تجدل عن الذين يختانون أنفسهم: يخونونها، فإن وبال خيانتهم يعود إليها، أو جعل المعصية خيانة لها كما جعلت ظلما عليها.
إن الله لا يحب من كان خوانا: مبالغا في الخيانة مصرا عليها.
أثيما: منهمكا فيه.
يستخفون من الناس: يستترون منهم حياء وخوفا.
ولا يستخفون من الله: ولا يستحيون منه، وهو أحق بأن يستحى ويخاف منه.
وهو معهم: لا يخفى عليه سرهم، فلا طريق معه إلا ترك ما يستقبحه ويؤاخذ عليه.

(1) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 150 س 20 في تفسيره لآية 105 و 106 من سورة النساء.
(2) مجمع البيان: ج 3 ص 105 في بيان سبب نزول آية 105 و 106 من سورة النساء.
(٦١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 608 609 610 611 612 613 614 615 616 617 618 ... » »»
الفهرست