تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٠٥
وفيه وقد ذكر (عليه السلام) الحجج. قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الله ومن حل محله، وأصفياء الله، وهم ولاة الامر الذين قال الله فيهم " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وقال فيهم: " ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " قال السائل: ما ذلك الامر؟ قال (عليه السلام): الذي تنزل به الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم من خلق أو رزق وأجل وعمر وحياة وموت، وعلم غيب السماوات والأرض والمعجزات التي لا ينبغي إلا لله وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه (1).
عن الحسين بن علي (عليهما السلام) في خطبة له: وأطيعونا، فإن طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال الله (عز وجل): " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول " وقال: " ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا " (2).
وفي شرح الآيات الباهرة: قال محمد بن يعقوب: عن الحسن بن محمد بإسناده عن رجاله، عن بريد بن معاوية العجلي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " قال: إيانا عنى، أن يؤدي الامام الأول إلى الامام الذي بعده ما عنده من العلم والكتب والسلاح، وقال إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الذي في أيديكم، ثم قال للناس: " يا أيها الناس آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " إيانا عنى خاصة، ثم أمر جميع المؤمنين بطاعتنا إلى يوم القيامة، إذ يقول: فإن خفتم تنازعا في أمر فردوه إلى الله والرسول وأولي الأمر منكم كذا نزلت، وكيف يأمرهم الله (عز وجل) بطاعة ولاة الامر ويرخص في منازعتهم، إنما

(١) كتاب الاحتجاج: ج ١ ص ٢٥٢، احتجاجه (عليه السلام) على زنديق جاء مستدلا عليه..
س ١٠.
(٢) كتاب الاحتجاج: ج ٢ ص ٢٩٩، احتجاجه (صلوات الله عليه) بإمامته على معاوية وغيره وذكر طرف من مفاخراته ومشاجراته التي جرت له مع معاوية وأصحابه س 9.
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»
الفهرست