تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٠٤
وفي نهج البلاغة: في معنى الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال: إنا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن وهذا القرآن إنما هو خط مستور بين الدفتين لا ينطق بلسان ولا بد له من ترجمان، وإنما ينطق عنه الرجال، ولما دعانا القوم إلى أن نحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولي عن كتاب الله سبحانه، قال الله سبحانه: " فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول " فرده إلى الله أن نحكم بكتابه، ورده إلى الرسول أن نأخذ بسنته، فإذا حكم بالصدق في كتاب الله، فنحن أحق الناس به، وإن حكم بسنة رسول الله فنحن أولاهم به (1).
وقال (عليه السلام) في عهده للأشتر: وأردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب (2) ويشتبه عليك من الأمور، فقد قال الله تعالى لقوم أحب إرشادهم " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله وإلى الرسول " فالراد إلى الله الاخذ بمحكم كتابه، والراد إلى الرسول الاخذ بسنته الجامعة غير المفرقة (3).
وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله): وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، حديث طويل: وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وبقوله: (ولو ردوه إلى الله وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (4).

(١) نهج البلاغة: ص ١٨٢، (١٢٥) ومن كلام له (عليه السلام) في التحكيم وذلك بعد سماعه لأمر الحكمين صبحي الصالح.
(٢) ضلع فلانا - كمنع - ضربه في ضلعه، والمراد ما يشكل عليك (شرح نهج البلاغة (عبده)، ج ٣ ص ٩٣).
(٣) نهج البلاغة: ص ٤٣٤ (٥٣) ومن كلام له (عليه السلام) كتبه للأشتر النخعي لما ولاه على مصر وأعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي بكر صبحي الصالح.
(٤) كتاب الاحتجاج: ج ١ ص ٢٤٨، احتجاجه (عليه السلام) على زنديق جاء مستدلا عليه بآي من القرآن متشابهة تحتاج إلى التأويل على أنها تقتضي التناقض والاختلاف فيه س 7.
(٥٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 ... » »»
الفهرست