تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥١٠
[أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63)] ثم جاءوك: عطف على " أصابتهم " أو على " يصدون " وما بينهما اعتراض.
يحلفون بالله: للاعتذار، حال من فاعل (جاء).
إن أردنا إلا إحسنا: وهو التخفيف عنك.
وتوفيقات: بين الخصمين، ولم نرد مخالفتك.
وقيل: جاء أصحاب القتيل طالبين دمه وقالوا: ما أردنا بالتحاكم إلى عمر إلا أن يحسن إلى صاحبنا ويوفق بينه وبين خصمه (1).
أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم: من النفاق، فلا يعني عنهم الكتمان والحلف الكاذب من العقاب.
فأعرض عنهم وعظهم: أي لا تعاقبهم لمصلحة في استبقائهم.
وفي روضة الكافي: علي، عن أحمد بن محمد بن محمد بن خالد، عن أبي جنادة الحصين ابن مخارق بن عبد الرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة السلولي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) في قوله (عز وجل): " أولئك الذين " الآية، فقد سبقت عليهم كلمة الشقاء وسبق لهم العذاب (2) (3).

(١) نقله البيضاوي: ج ١ ص ٢٢٧ عند تفسيره لآية ٦٢ من سورة النساء.
(٢) الكافي: ج ٨ ص ١٨٤ ح 211 وتمام الحديث (وقل لهم قولا بليغا).
(3) قوله (فقد سبقت عليهم كلمة الشقاء) ظاهر الخبر أن هاتين الفقرتين كانتا داخلتين في الآية ويحتمل أن يكون (عليه السلام) أوردهما للتفسير، أي إنما أمر تعالى بالاعراض عنهم لسبق كلمة الشقاء عليهم، أي علمه تعالى بشقائهم، وسبق تقدير العذاب لهم، لعلمه بأنهم يصيرون أشقياء بسوء اختيارهم. ولعل الامر بالاعراض لدم المبالغة والاهتمام في دعوتهم والحزن على عدم قبولهم أو جبرهم على الاسلام، ثم أمر تعالى بموعظتهم لاتمام الحجة عليهم فقال: (وعظهم) أي بلسانك وكفهم عما هم عليه. وتركه في الخبر، إما من النساخ، أو لظهوره، أو لعدمه في مصحفهم (عليهم السلام) (مرآة العقول: ج 4 ط حجري ص 331).
(٥١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 ... » »»
الفهرست