تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣١
اليهود، أو مشركوا العرب.
لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا: أي من رحمته، أو طاعته على معنى البدلية، أو من عذابه.
أولئك هم وقود النار: حطبها. وقرئ بالضم بمعنى أهل وقودها.
كدأب آل فرعون: متصل بما قبله، أي لن تغني عنهم أموالهم، كما لم تغن عن أولئك، أو توقد بهم كما توقد بأولئك. أو استئناف مرفوع المحل وتقديره أن دأب هؤلاء كدأبهم في الكفر والعذاب.
وهو مصدر دأب في العمل: كدح فيه، فنقل إلى معنى الشأن.
والذين من قبلهم: عطف على آل فرعون أو استئناف.
كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم: حال بتقدير قد، أو استئناف بتفسير حالهم على التقدير الأول، وخبر على التقدير الثاني.
والله شديد العقاب: تهويل للمؤاخذة وزيادة تخويف للكفرة.
وفي الآية دلالة على أن الكفار طريقتهم واحدة في الكفر والعذاب والخلود فيه، سواء فيه الذين كفروا بعد النبي (صلى الله وآله) والذين كفروا قبله.
ويظهر منه: أن المنكرين للولاية المحكوم عليهم بكفرهم، دأبهم كدأب آل فرعون في ذلك، لا يجوز إطلاق اسم الاسلام بالمعنى المقصود منه عليهم، كما لا يجوز إطلاقه على آل فرعون، وإن جاز إطلاقه عليهم بمعنى آخر، كما جاز إطلاقه على فرعون أيضا، بمعنى أنه أسلم لإبليس، أو أسلم لهواه، أو غير ذلك.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست