تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٠
منتهاه، وهم معدنه وقراره ومأواه.
وبيان ذلك ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن عبد الله بن سليمان، عن حمران بن أعين [عن أبي عبد الله عليه السلام] قال: إن جبرائيل (عليه السلام) أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) برمانتين، فأكل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إحداهما، وكسر الأخرى بنصفين، فأكل نصفا، وأطعم عليا نصفا، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
يا أخي هل تدري ما هاتان الرمانتان؟ قال: لا، قال: أما الأولى فالنبوة ليس لك فيها نصيب، وأما الأخرى فالعلم، أنت شريكي فيه، فقلت: أصلحك الله كيف يكون شريكه فيه؟ قال: لم يعلم الله محمدا (صلى الله عليه وآله) [علما] إلا وأمره أن يعلمه عليا (عليه السلام) (1).
ويؤيده ما رواه أيضا عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن ابن أذينة، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: نزل جبرئيل (عليه السلام) على محمد (صلى الله عليه وآله) برمانتين من الجنة، فلقيه علي (عليه السلام) فقال له: ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك؟ فقال: أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب. وأما هذه فالعلم، ثم فلقها رسول الله (صلى الله عليه وآله) نصفين فأعطاه نصفها، أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نصفها ثم قال: أنت شريكي فيه وأنا شريكك فيه، قال: فلم يعلم والله رسول الله (صلى الله عليه وآله) حرفا مما علمه الله عز وجل إلا وقد علمه عليا ثم انتهى العلم إلينا، ثم وضع يده على صدره (2).
وأوضح من هذا بيانا ما رواه أيضا عن أحمد بن محمد، عن عبد الله الحجال، عن أحمد بن محمد الحلبي، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك اني أسألك عن مسألة، فههنا أحد يسمع كلامي؟ قال:

(١) الكافي: ج ١ ص ٢٦٣، كتاب الحجة، باب ان الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلا.. ح ١.
(٢) الكافي: ج ١ ص ٢٦٣، كتاب الحجة، باب ان الله (عز وجل) لم يعلم نبيه علما إلا.. ح 3.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست