تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٤
علم أهل المشرق والمغرب وأهل السماء والأرض عند علمه مثل هذه القطرة الملقاة في البحر، ويرث علمه ابن عمه ووصيه، فعند ذلك سكن ما كنا فيه من المشاجرة، واستقل كل واحد منا علمه بعد أن كنا معجبين بأنفسنا، ثم غاب عنا، فعلمنا أنه ملك بعثه الله إلينا، ليعرفنا نقصنا حيث ادعينا الكمال (1).
ومما ذكر في معنى فضلهم (عليهم صلوات الله) ما ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي (رحمه الله) في كتابه مصباح الأنوار بإسناده إلى رجاله قال: وروى عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا ميزان العلم وعلي كفتاه، والحسن والحسين حباله، وفاطمة علاقته، والأئمة من بعدهم يزنون المحبين والمبغضين (2).
وفي كتاب الاحتجاج: روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل يقول (عليه السلام) فيه: وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله:
" وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " (3).
وفي نهج البلاغة قال (عليه السلام): أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا، أن رفعنا الله ووضعهم وأعطانا وحرمهم وأدخلنا وأخرجهم (4).
وفي روضة الكافي ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبيدة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز ذكره: " ألم * غلبت الروم * في أدنى الأرض " قال: فقال: يا أبا عبيدة إن لهذا تأويلا لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) (5) والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

(١) بحار الأنوار: ج ١٣ ص ٣١٢، كتاب النبوة، باب ١٠ قصة موسى حين لقي الخضر، ح ٥٢.
(٢) مصباح الأنوار: في الباب الخامس، في علم علي، وفيه (عن أبي جعفر) بدل (جعفر بن محمد) مخطوط.
بحار الأنوار: ج ٢٣، ص ١٠٦، كتاب الإمامة، باب ٧، ح ٦.
(٣) الاحتجاج: ج ١ ص ٢٤٨، س ٧، احتجاجه (ع) على زنديق جاء مستدلا عليه بآي من القرآن متشابهة.
(4) نهج البلاغة: ص 201 الخطبة 144 في فضل أهل البيت، صبحي الصالح.
(5) الكافي: في: ج 8 ص 269 باب 44 ح 397.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست