تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٢
يوم الولاية لمحمد (صلى الله عليه وآله): يا محمد أخبرهم أني أكملت لهم اليوم دينهم وأتممت عليهم النعم ورضيت إسلامهم، كل ذلك من الله [به] علي، فلله الحمد (1).
ولا فرق بينه وبين الايمان في المتعلق، وإنما الفرق بأنه يقال له الايمان: بعد رسوخه ودخوله في القلب، وقبل ذلك يسمى إسلاما.
يدل على ذلك ما رواه في أصول الكافي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عمن ذكره، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): إن الاسلام قبل الايمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون، والايمان عليه يثابون (2).
وما رواه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى، عن أحمد ابن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام (قال: سمعته يقول: الاسلام لا يشرك الايمان، والايمان يشرك الاسلام، وهما في القول والفعل يجتمعان، كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان، وقد قال الله عز وجل " قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم " فقول الله عز وجل أصدق القول والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (3).
وفي الآية دلالة على ذلك، حيث أفادت أن ليس دينا مرضيا عند الله سوى الاسلام. ولو كان الاسلام أعم، بمعنى أن الاسلام كان عبارة عن الاقرار بالتوحيد والنبوة، والايمان عبارة عنهما و عن الاقرار بالولاية لكان الاقراران بدون الولاية دينا مرضيا عنده، وليس كذلك بالاتفاق منا.

(١) أما لي الشيخ الطوسي: ج ١ ص ٢٠٨ ح ١.
(٢) الكافي: ج ١ ص ١٧٣ كتاب الحجة، باب الاضطرار إلى الحجة، قطعة من ح ٤.
(٣) الكافي: ج ٢ ص ٢٦ كتاب الايمان والكفر، باب أن الايمان يشرك الاسلام.. قطعة من ح 5.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست