تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٣
يحكي لهم ما أخبره به من وعيدهم بلفظه (1).
وبئس المهاد: تمام ما يقال لهم، أو استئناف. وتقديره: بئس المهاد جهنم، أو ما مهدوه لأنفسهم.
قد كان لكم آية: قيل: الخطاب لقريش، وقيل: للمؤمنين.
في فئتين التقتا: يوم بدر.
في مجمع البيان: أن الآية نزلت في قصة بدر، وكان المسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر. سبعة وسبعون رجلا من المهاجرين، ومائتان وستة وثلاثون من الأنصار. واختلف في عدد المشركين، فروي عن علي بن مسعود أنهم كانوا ألفا (2).
فئة تقتل في سبيل الله: وهم المؤمنون.
وأخرى كافرة: وهم مشركوا قريش.
يرونهم مثليهم: أي يرى المشركون المؤمنين مثليهم. أو يرى المؤمنون المشركين مثلي المؤمنين. وكانوا ثلاثة أمثال لهم، ليثبتوا لهم ويتيقنوا بالنصر الذي وعدهم في قوله: " فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين " (3).
وقرئ بهما بالبناء للمفعول، أي يريهم الله، أو يريكم ذلك بقدرته.
و " فئة " بالجر على البدل من " فئتين " والنصب على الاختصاص، أو الحال من فاعل " التقتا ".
رأى العين: رؤية ظاهرة معاينة.
والله يؤيد بنصره من يشاء: كما أيد أهل بدر.
إن في ذلك: أي في التقليل والتكثير، أو غلبة القليل، أو وقوع [الامر] على ما أخبر به الرسول الله (صلى الله عليه وآله).
لعبرة لأولي الأبصار: لعظة لذوي البصائر، وقيل: لمن أبصرهم.

(١) المصدر السابق.
(٢) مجمع البيان: ج ١ - ٢ ص ٤١٤ في تفسير الآية ١٣ من سورة آل عمران.
(٣) الأنفال: ٦٦.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست