تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٧
تعالوا قتلوا في سبيل الله أو ادفعوا: تقسيم للامر عليهم وتخيير بين أن يقاتلوا للآخرة، أو للدفع عن الأنفس والأموال. أو معناه: قاتلوا الكفرة، أو ادفعوهم بتكثير سواد المجاهدين، فان كثرة السواد مما يروع العدو ويكسر منه.
قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم: أي لو نعلم ما يصح أن يسمى قتالا، لاتبعناكم فيه، لكن ما أنتم عليه ليس بقتال، بل إلقاء بالأنفس إلى التهلكة، أو لو نحسن قتالا لاتبعناكم، قالوا ذلك دغلا واستهزاء (1).
هم للكفر يومئذ: أي يوم إذ قالوا ذلك، أو يوم إذ قام القتال وأحسوا به.
أقرب منهم للأيمن: قيل: لانخزالهم وكلامهم هذا، فإنهما أول امارات ظهرت منهم مؤذنة بكفرهم، وقيل: هم لأهل الكفر أقرب نصرة منهم لأهل الايمان، إذ كان انخزالهم ومقالهم تقوية للمشركين وتخذيلا للمؤمنين، والأولى الحمل على ما يشمل المعنيين، أي هم لتقوية الكفر، أي كفرهم وكفر من شاركهم فيه، أقرب منهم لتقوية الايمان، لان ما ظهر منهم يدل على كفرهم، وتقوية للكافرين، وتخذيل للمؤمنين.
يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم: يظهرون خلاف ما يضمرونه.
وإضافة القول إلى أفواههم تأكيد.
وإضافة القول إلى أفواههم تأكيد.
والله أعلم بما يكتمون: من النفاق وما يخلو به بعضهم إلى بعض، فإنه يعلمه مفصلا بعلم واجب، وأنتم تعلمون مجملا بأمارات.
وفي مصباح الشريعة: عن الصادق (عليه السلام) في كلام له: ومن ضعف يقينه تعلق بالأسباب، ورخص لنفسه بذلك واتبع العادات وأقاويل الناس بغير حقيقة، والسعي في أمور الدنيا وجمعها وإمساكها: يقر باللسان أنه لا مانع ولا معطي إلا الله، وأن العبد لا يصيب إلا ما رزق وقسم له، والجهد لا يزيد في الرزق، وينكر ذلك بفعله وقلبه، قال الله تعالى: " يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما

(1) من قوله: (عطف على نافقوا) إلى هنا مقتبس من تفسير (البيضاوي): ج 1 ص 191، فلا حظ.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست