تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٠
عقيل الخزاعي، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا حضر الحرب يوصي المسلمين بكلمات يقول: تعاهدوا الصلاة، إلى أن قال: (عليه السلام): ثم أن الجهاد أشرف الأعمال بعد الاسلام، وهو قوام الدين، والاجر فيه عظيم، مع العزة والمنعة، وهو الكرة فيه الحسنات والبشرى بالجنة بعد الشهادة، وبالرزق غدا عند الرب والكرامة، يقول الله تعالى: " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله " الآية (1).
وفي أصوله: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن أبي عبد الله، ومحمد بن أبي الحسن، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن عباس بن الحارث (2) (3) عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام): أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال يوما لأبي بكر: " لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " (4) وأشهد أن محمدا (صلى الله عليه وآله) مات شهيدا، والله

(١) الكافي: ج ٥ ص ٣٦ كتاب الجهاد، باب ما كان يوصي أمير المؤمنين (عليه السلام) به عند القتال، قطعة من ح ١.
(٢) راوي الحديث كما في الكافي: (الحسن بن العباس بن الجريش) فلا حظ.
(٣) قال العلامة المجلسي (قدس سره) في مرآة العقول: ج ٦ ص ٢٢٩: في شرح الحديث ما لفظه (الحديث الثالث عشر: كالسابق (أي ضعيف على المشهور) وهذا أيضا مروي عن أبي جعفر (عليه السلام) وكلها مأخوذ من كتاب ابن الجريش في إنا أنزلناه في ليلة القدر، وضعفه النجاشي وابن الغضائري، لاشتمال كتابه على الاخبار الغالية الغامضة التي لا تبلغ إليها عقول أكثر الخلق. وفي أكثر كتاب الرجال الحريش بالحاء المهملة، وفي أكثر كتب الحديث بالجيم (مات شهيدا) أي مقتولا بالسم، وظهور النبي (صلى الله عليه وآله) إما بجسده الأصلي كما ذهب إليه جماعة من الأصحاب: إن أرواحهم ترد إلى أجسادهم الأصلية، أو بجسده المثالي، وقد مر تحقيق ذلك كما أظن، وهذا المضمون وارد في أخبار كثيرة، أوردتها في الكتاب الكبير، وفي أكثرها أنه رآه في مسجد قبا، وقوله: " أنهم " بفتح الهمزة، بدل (علي واحد عشر) ويمكن أن يقرأ بكسر الهمزة، ليكون استئنافا بيانيا (ثم ذهب) أي الرسول (صلى الله عليه وآله) (فلم ير) على المجهول، أي لم يره غير المعصومين، وقيل: ضمير (ذهب) لأبي بكر، وكذا ضمير (لم ير) على بناء المعلوم، أي لم يختر الايمان والتوبة، ولا يخفى بعده).
(٤) وقال العلامة المازندراني في شرح الكافي: ج ٧ ص ٣٧٧ ما لفظه.
قوله: " ولا تحسبن الذين قتلوا - إلى قوله - مات شهيدا " ذكر الآية الكريمة مقدمة وتمهيد لما بعدها،
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست