تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٣
الدرجات العلى. وأما قوله: يا عمار " كمن باء بسخط من الله " إلى قوله: " المصير " فهم والله الذين جحدوا حق علي بن أبي طالب وحق الأئمة منا أهل البيت، فباؤوا بذلك بسخط من الله (1).
وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه ذكر قول الله: " هم درجات عند الله " قال: الدرجة ما بين السماء والأرض (2).
وفي أصول الكافي: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن هشام، عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل) عن هذه الآية فقال: " الذين اتبعوا رضوان الله " هم الأئمة (3)، وهم والله يا عمار درجات للمؤمنين، وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف الله لهم أعمالهم، ويرفع الله لهم الدرجات العلى (4).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثنا أحمد بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن علي ابن محمد، عن بكر بن صالح، عن جعفر بن يحيى، عن علي بن النضر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، حديث طويل يذكر فيه لقمان ووعظه لابنه، وفيه: من اتبع أمره استوجب جنته ومرضاته، ومن لم يتبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه، نعوذ بالله من سخط الله (5).

(١) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٠٥ ح ١٤٩ بزيادة ونقصان في بعض الجمل.
(٢) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٠٥ ح ١٥٠.
(٣) قوله: (هم الأئمة) الظاهر أن الضمير راجع إلى الذين اتبعوا، ويحتمل أن يكون راجعا إلى رضوان الله وإطلاقه على الأئمة مجاز من باب إطلاق المسبب على السبب، لأنهم سبب لرضوان الله تعالى، قوله: " وهم والله يا عمار درجات للمؤمنين " الحمل للمبالغة، أو التقدير، ذو درجات، باعتبار تفاوت مقامات المؤمنين بهم بالنسبة إليهم في المحبة والطاعة والعلم والعمل. قوله: " يضاعف الله لهم أعمالهم " على حسب أحوالهم فيما ذكر، وكذلك قوله: " يرفع الله لهم الدرجات العلى " (شرح الكافي للعلامة المازندراني: ج ٧ ص ١٠١ كتاب الحجة.
(٤) الكافي: ج ١ ص ٤٣٠ كتاب الحجة، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح 84.
(5) تفسير علي بن إبراهيم ج 2 ص 165 س 5 وسند الحديث ص 161 وفيه (الحسين بن محمد) بدل (أحمد بن محمد).
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»
الفهرست