تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٠
[وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيمة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (161) أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير (162)] بالله " (1) وقوله (عز وجل): " إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده " فقال: إذا فعل العبد ما أمره الله (عز وجل) به من الطاعة، كان فعله وفقا لأمر الله (عز وجل)، سمي العبد به موفقا. وإذا أراد العبد أن يدخل في شئ من معاصي الله، فحال الله (تبارك وتعالى) بينه وبين تلك المعصية، فتركها كان تركها بتوفيق الله (تعالى ذكره). ومتى خلى بينه وبين المعصية فلم يحل بينه وبينها حتى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفقه (2).
وعلى الله فليتوكل المؤمنون: فليخصوه بالتوكل عليه، لما علموا أن لا ناصر سواه، وآمنوا به.
وما كان لنبي أن يغل: وما صح لنبي أن يخون في الغنائم، فإن النبوة تنافي الخيانة.
يقال: غل شيئا من المغنم يغل غلولا، وأغل أغلالا، إذا أخذه في خفية.
والمراد منه براءة الرسول (صلى الله عليه وآله) عما اتهم به.
وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب " ان يغل " على البناء للمفعول، والمعنى: وما صح له أن يوجد غالا، أو أن ينسب إلى الغلول.
في تفسير علي بن إبراهيم، إن سبب نزولها أنه كان في الغنيمة التي أصابوها يوم

(١) هود: ٨٨.
(2) التوحيد: ص 242 باب تفسير الهدى والضلالة والتوفيق والخذلان من الله تعالى ح 1 س 1.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست