تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٢
[هم درجت عند الله والله بصير بما يعملون (163) لقد من الله على المؤمنين إذ بعث رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلل مبين (164)] أفمن اتبع رضوان الله: بالطاعة، إنكار للتسوية.
كمن باء: رجع.
بسخط من الله: بسبب المعاصي.
ومأواه جهنم وبئس المصير: والفرق بينه وبين المرجع، أن المصير يجب أن يخالف الحالة الأولى، ولا كذلك المرجع.
هم درجت عند الله: قيل: شبهوا بالدرجات، لما بينهم من التفاوت في الثواب والعقاب، أوهم ذو درجات (1).
وقيل: يحتمل أن يكون تشبيههم بالدرجات في أنهم وسائل الصعود إلى الله، والهبوط من قربه إلى أسفل السافلين.
ولا يخفى ما في هذه التوجيهات من التكلف.
والصواب أن ضمير (هم) راجع إلى من اتبع، والمراد منهم الأئمة، وهم درجات عند الله لمن اتبعهم من المؤمنين وأسباب لرفعتهم عند الله.
وفي تفسير العياشي: عن عمار بن مروان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله الله: " أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير "؟ فقال: " الذين اتبعوا رضوان الله " هم الأئمة، وهم والله درجات عند الله للمؤمنين، وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف الله لهم أعمالهم ويرفع الله لهم

(1) أنوار التنزيل: ج 1 ص 190 في تفسيره لآية 162 من سورة آل عمران.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»
الفهرست