تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٢
وقرأ أبو عمرو ويعقوب كله بالرفع على الابتداء.
يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك: حال من ضمير (يقولون) أي يقولون:
مظهرين أنهم مسترشدون طالبون للنصر، مبطنين الانكار والتكذيب.
يقولون: أي في أنفسهم، وإذا خلا بعضهم إلى بعض. وهو بدل من " يخفون " أو استئناف على وجه البيان له.
لو كان لنا من الامر شئ: كما وعد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وزعم متوصلا أن الامر كله لله تعالى ولأوليائه، أو لو كان لنا اختيار وتدبير لم نبرح، كما كان رأي ابن أبي وغيره.
ما قتلنا ههنا: لما غلبنا، أو لما قتل من قبل منا في هذه المعركة.
قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم: أي لخرج الذين قدر الله عليهم القتل وكتبه في اللوح المحفوظ إلى مصارعهم ولم تنفعهم الإقامة بالمدينة، ولم ينج منهم أحد، فإنه قدر الأمور ودبرها في سابق قضائه، لا معقب لحكمه.
وليبتلي الله ما في صدوركم: وليمتحن ما في صدور كم ويظهر سرائرها من الاخلاص والنفاق، وهو علة فعل محذوف، أي وفعل ذلك ليبتلي، أو عطف على محذوف، أي لبرز لنفاذ القضاء، أو لمصالح جمة وللابتلاء، أو على قوله: " لكيلا تحزنوا ".
وليمحض ما في قلوبكم: وليكشفه ويميزه، أو يخلصه عن الوساوس.
والله عليم بذات الصدور: بخفياتها قبل إظهارها.
وفيه وعد ووعيد وتنبيه على أنه غني عن الابتلاء، وإنما فعل ذلك لتمرين المؤمنين وإظهار حال المنافقين (1).

(1) انظر ص 259 - 260 الهامش 1، 2، 4، والى هنا نقلها من تفسير البيضاوي حرفا بحرف.
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست