تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢١٧
" وبدر " اسم ماء بين مكة والمدينة كان لرجل يسمى بدرا فسمي به (1) (2).
وأنتم أذلة: حال من المفعول.
وإنما قال " أذلة " دون دلائل، ليدل على قلتهم، لضعف الحال وقلة المراكب والسلاح.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما كانوا أذلة وفيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإنما نزل (3) " ولقد نصركم الله ببدر وأنتم الضعفاء " (4).
وفي تفسير العياشي: عن أبي بصير قال: قرأت عند أبي عبد الله (عليه السلام):
" ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة " فقال: مه ليس هكذا أنزلها الله، إنما أنزلت:
وأنتم قليل (5) (6)

(١) كذا في التفاسير، لاحظ مجمع البيان: ج ٢ ص ٤٩٨، والبيضاوي: ج ١ ص ١٨٠، والكشاف:
ج ١ ص ٤١١ وغيرها في تفسيرهم للآية.
(٢) بدر بالفتح ثم السكون، ماء مشهور بين مكة والمدينة، أسفل وادي الصفراء، بينه وبين الجار - وهو ساحل البحر - ليلة، ويقال: أنه ينسب إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، وقيل: بل هو رجل من بني ضمرة سكن هذا الموضع فنسب إليه ثم غلب اسمه عليه، وقال الزبير بن بكار: قريش بن الحارث بن يخلد، به سميت قريش فغلب عليها، وابنه بدر بن قريش به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة، لأنه كان احتفرها، وبهذا الماء كانت الوقعة المشهورة التي أظهر الله بها الاسلام وفرق بين الحق والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة، ولما قتل من قتل من المشركين ببدر وجاء الخبر إلى مكة ناحت قريش على قتلاهم، ثم قالوا: لا تفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه، فيشمتوا بكم، وبين بدر والمدينة سبعة برد، وبدر الأولى والثانية كله موضع واحد، وقد نسب إلى بدر جميع من شهدها من الصحابة الكرام (تلخيص من معجم البلدان: ج ١ ص ٣٥٧ في بدر).
(٣) لا يذهب الوهم إلى إرادة التغيير في النص. بل إرادة التفسير أي ليس المراد من الذلة في الآية هو الوهن في العزيمة، بل القلة في العدد. ومن ثم قال المصنف في توجيه هذه الروايات: ان الآية ما أنزلت بمعنى أنتم أذلة في الواقع، بل بهذا المعنى، اي بمعن أنتم ضعفاء أو أنتم قليل ونحو ذلك.
(٤) تفسير علي بن إبراهيم: ج ١ ص ١٢٢ في تفسيره لقوله تعالى: " ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ".
(٥) تفسير العياشي: ج ١ ص ١٩٦ ح 133.
(6) المراد: انها نزلت بهذا المعنى. أي لم تنزل الآية لتدل على إرادة الذلة بمعنى الصغار والحقارة، بل نزلت بمعنى القلة والضعف.
وهكذا فهم المصنف المفسر رحمه الله.. قال: ومعنى هذه الأخبار: ان الآية ما أنزلها الله بمعنى أنتم أذلة في الواقع، بل بهذا المعنى.
الامر الذي يدلنا بوضوح على أن صاحب التفسير كان ممن لا يرى التحريف في كتاب الله وكان لا يأخذ بظاهر روايات قد يتشبث بها من يروقه القول بذلك.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست