تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٠
[وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم (126) ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين (127)] وعن ضريس بن عبد الملك، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الملائكة الذين نصروا محمد (صلى الله عليه وآله) يوم بدر، في الأرض، ما صعدوا بعد ولا يصعدون حتى ينصروا صاحب هذا الامر، وهم خمسة آلاف (1).
وما جعله الله: وما جعل إمداد كم بالملائكة.
إلا بشرى لكم: إلا بشارة لكم بالنصر.
ولتطمئن قلوبكم به: ولتسكن إليه من الخوف.
وما النصر إلا من عند الله: لا من العدة والعدد.
وفيه تنبيه على أنه لا حاجة إلى مدد، إنما أمدهم ووعد لهم بشارة لهم وربطا على قلوبهم، من حيث أن نظر العامة إلى الأسباب أكثر، وحثا على أن لا يبالوا بمن تأخر عنهم.
العزيز: الذي لا يغالب في أقضيته.
الحكيم: الذي ينصر ويخذل على مقتضى الحكمة والمصلحة.
ليقطع طرفا من الذين كفروا: متعلق ب‍ " نصركم " أو " وما النصر " إن كان اللام فيه للعهد.
والمعنى: لينقض منهم بقتل سبعين وأسر سبعين من صناديدهم.
أو يكبتهم: يخزيهم، والكبت شدة الغيظ، أو وهن يقع في القلب، و " أو " للتنويع دون الترديد.

(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست