تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢١٢
عليم: بنياتكم.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سبب نزول هذه الآية أن قريشا خرجت من مكة يريدون حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) يبتغي موضعا للقتال (1).
وفي مجمع البيان: عن علي بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كان سبب غزاة أحد أن قريشا لما رجعت من بدر إلى مكة وقد أصابهم ما أصابهم من القتل والأسر - لأنه قتل منهم سبعون واسر منهم سبعون - قال أبو سفيان: يا معشر قريش لا تدعوا نساءكم يبكين على قتلاكم، فإن الدمعة إذا خرجت أذهبت الحزن والحرقة والعداوة لمحمد ويشمت بنا محمد وأصحابه، فلما غزوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم أحد أذنوا لنسائهم بالبكاء والنوح، فلما أرادوا أن يغزوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أحد ساروا في حلفائهم من كنانة وغيرها وجمع الجموع والسلاح وخرجوا من مكة في ثلاثة آلاف فارس وألفي راجل وأخرجوا معهم النساء يذكرنهم ويحثثنهم على حرب رسول الله، وأخرج أبو سفيان هند بنت عتبة، وخرجت معهم عمرة بنت علقمة الحارثية، فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك جمع أصحابه وحثهم على الجهاد، فقال عبد الله بن أبي وقومه: يا رسول الله لا تخرج من المدينة حتى نقاتل في أزقتها، فيقاتل الرجل الضعيف والمرأة والعبد والأمة على أفواه السكك وعلى السطوح، فما أرادنا قوم قط فظفروا بنا ونحن في حصوننا ودورنا، وما خرجنا على عدونا قط إلا كان لهم الظفر علينا.
فقام سعد بن معاذ (رحمه الله) وغيره من الأوس فقالوا: يا رسول الله ما طمع فينا أحد من العرب ونحن مشركون نعبد الأصنام فكيف يظفرون بنا وأنت فينا، لا حتى نخرج إليهم ونقاتلهم، فمن قتل منا كان شهيدا، ومن نجى منا كان مجاهدا في سبيل الله، فقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأيه، وخرج مع نفر من أصحابه

(1) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 110 في تفسيره لقوله تعالى: " وإذ غدوت من أهلك ".
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست