تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٨
ثقة به، شبه ببطانة الثوب كما شبه بالشعار في قوله (صلى الله عليه وآله): الأنصار شعار والناس دثار (1).
من دونكم: من دون المسلمين، وهو متعلق ب‍ " لا تتخذوا " أو بمحذوف هو صفة " بطانة " أي بطانة كائنة من دونكم، أو حالا عن بطانة، إن جوز تنكير ذي الحال.
لا يألونكم خبالا: أي لا يقصرون لكم في الفساد، والإلو، التقصير، وأصله أي يعدى بالحرف ثم عدي إلى مفعولين كقوله: لا آلوك نصحا على تضمين معنى

(1) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما وابن ماجة وأحمد في سننه ومسنده، بألفاظ وتعابير مختلفة، وإليك بعض ما نتلوه عليك: (عن زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله يوم حنين ما أفاء قال: قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يقسم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال: يا معشر الأنصار ألم أجد كم ضلالا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فجمعكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟ قال: فكلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله آمن، قال: ما يمنعكم أن تجيبوني! قالوا: الله ورسوله آمن قال: لو شئتم لقلتم جئتنا كذا وكذا، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرئ من الأنصار، لو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، الأنصار شعار والناس دثار، وإنكم ستلقون بعدي إثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض (مسند أحمد بن حنبل: ج 4 ص 42).
وعن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعطى أبا سفيان وعيينة والأقرع وسهل بن عمرو في الآخرين يوم حنين، فقالت الأنصار: يا رسول الله سيوفنا تقطر من دمائهم وهم يذهبون بالغنم، فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فجمعهم في قبة له حتى فاضت، فقال: أفيكم أحد من غيركم؟ قالوا: لا، إلا ابن أختنا قال: ابن أخت القوم منهم، ثم قال: أقلتم كذا وكذا؟ قالوا:
نعم، قال: أنتم الشعار والناس الدثار، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله إلى دياركم؟ قالوا: بلى، قال: الأنصار كرشي وعيبتي، لو سلك العاس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعبهم، ولولا الهجرة لكنت امرى من الأنصار، وقال حماد: أعطى مائة من الإبل يسمي كل واحد من هؤلاء (مسند أحمد بن حنبل: ج 3 ص 346).
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست