إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ١٠٨
بضمتين فجمع وثيق (لا انفصام لها) في موضع نصب على الحال من العروة، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الوثقى.
قوله تعالى (والذين كفروا) مبتدأ (أولياؤهم) مبتدأ ثان، (الطاغوت) خبر الثاني، والثاني وخبره خبر الأول. وقد قرئ الطواغيت على الجمع، وإنما جمع وهو مصدر لأنه صار اسما لما يعبد من دون الله (يخرجونهم) مستأنف لا موضع له، ويجوز أن يكون حالا، والعامل فيه معنى الطاغوت، وهو نظير ما قال أبو علي في قوله " إنها لظى نزاعة " وسنذكره في موضعه، فأما (يخرجهم) فيجوز أن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون حالا من الضمير في ولى.
قوله تعالى (أن آتاه الله) في موضع نصب عند سيبويه وجر عند الخليل، لأن تقديره: لأن آتاه الله فهو مفعول من أجله: والعامل في " حاج "، والهاء ضمير إبراهيم، ويجوز أن تكون ضمير الذي، و (إذ) يجوز أن تكون ظرفا لحاج، وأن تكون لآتاه، وذكر بعضهم أنه بدل من أن آتاه، وليس بشئ لأن الظرف غير المصدر، فلو كان بدلا لكان غلطا، إلا أن تجعل إذ بمعنى أن المصدرية، وقد جاء ذلك وسيمر بك في القرآن مثله (أنا أحيى) الاسم الهمزة والنون، وإنما زيدت الألف عليها في الوقف لبيان حركة النون، فإذا وصلته بما بعده حذفت الألف للغنية عنها، وقد قرأ نافع بإثبات الألف في الوصل، وذلك على إجراء الوصل مجرى الوقف، وقد جاء ذلك في الشعر.
قوله تعالى (فإن الله يأتي) دخلت الفاء إيذانا بتعلق هذا الكلام بما قبله، والمعنى إذا ادعيت الإحياء والإماتة ولم تفهم فالحجة أن الله يأتي بالشمس هذا هو المعنى، و (من المشرق)، و (من المغرب) متعلقان بالفعل المذكور وليسا حالين، وإنما هما لابتداء غاية الإتيان، ويجوز أن يكونا حالين، ويكون التقدير:
مسخرة أو منقادة (فبهت) على ما لم يسم فاعله، ويقرأ بفتح الباء وضم الهاء، وبفتح الباء وكسر الهاء وهما لغتان، والفعل فيهما لازم، ويقرأ بفتحهما فيجوز أن يكون الفاعل ضمير إبراهيم، و (الذي) مفعول، ويجوز أن يكون الذي فاعلا، ويكون الفعل لازما، قوله تعالى (أو كالذي) في الكاف وجهان: أحدهما أنها زائدة، والتقدير:
ألم تر إلى الذي حاج أو الذي مر على قرية، وهو مثل قوله " ليس كمثله ". والثاني
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست