إملاء ما من به الرحمن - أبو البقاء العكبري - ج ١ - الصفحة ١٠١
ذكرها (كما علمكم) في موضع نصب: أي ذكرا مثل ما علمكم، وقد سبق مثله في قوله " كما أرسلنا " وفى قوله " واذكروه كما هداكم ".
قوله تعالى (والذين يتوفون منكم) الذين مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: يوصون وصية، هذا على قراءة من نصب (وصية) ومن رفع الوصية فالتقدير: وعليهم وصية، وعليهم المقدرة خبر لوصية، و (لأزواجهم) نعت للوصية وقيل هو خبر الوصية، وعليهم خبر ثان أو تبيين، وقيل الذين فاعل فعل محذوف تقديره: ليوص الذين يتوفون وصية، وهذا على قراءة من نصب وصية (متاعا إلى الحول) مصدر، لأن الوصية دلت على يوصون، ويوصون بمعنى يمتعون، ويجوز أن يكون بدلا من الوصية على قراءة من نصبها أو صفة لوصية، وإلى الحول متعلق بمتاع أو صفة له، وقيل متاعا حال: أي متمتعين أو ذوي متاع (غير إخراج) غير هنا تنتصب انتصاب المصدر عند الأخفش تقديره: لا إخراجا.
وقال غيره: هو حال. وقيل هو صفة متاع، وقيل التقدير: من غير إخراج.
قوله تعالى (وللمطلقات متاع) ابتداء وخبر و (حقا) مصدر وقد ذكر مثله قبل.
قوله تعالى (كذلك يبين الله) قد ذكر في آية الصيام.
قوله تعالى (ألم تر إلى الذين) الأصل في ترى ترأى، مثل ترعى، إلا أن العرب اتفقوا على حذف الهمزة في المستقبل تخفيفا، ولا يقاس عليه، وربما جاء في ضرورة الشعر على أصله، ولما حذفت الهمزة بقي آخر الفعل ألفا فحذفت في الجزم والألف منقلبة عن ياء، فأما في الماضي فلا تحذف الهمزة، وإنما عداه هنا بإلى، لأن معناه ألم ينته علمك إلى كذا، والرؤية هنا بمعنى العلم، والهمزة في ألم استفهام، والاستفهام إذا دخل على النفي صار إيجابا، وتقريرا ولا يبقى الاستفهام ولا النفي في المعنى (ثم أحياهم) معطوف على فعل محذوف تقديره: فماتوا ثم أحياهم، وقيل معنى الأمر هنا الخبر، لأن قوله " فقال لهم الله موتوا " أي فأماتهم فكان العطف على المعنى، وألف أحيا منقلبة عن ياء.
قوله تعالى (وقاتلوا) المعطوف عليه محذوف تقديره: فأطيعوا وقاتلوا، أو فلا تحذروا الموت كما حذره من قبلهم ولم ينفعهم الحذر.
قوله تعالى (من ذا الذي) من استفهام في موضع رفع بالابتداء، وذا خبره والذي نعت لذا أو بدل منه، و (يقرض) صلة الذي، ولا يجوز أن تكون من
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست