تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٠
النقض كاحمر من الحمرة (1) * (فأقامه) * بيده، وقيل: مسحه بيده فقام واستوى (2)، ولما أقام الجدار وكانت الحال حال افتقار إلى المطعم ولم يجدا مواسيا، لم يملك موسى نفسه أن * (قال لو شئت) * اتخذت * (عليه أجرا) * حتى نسد به جوعتنا (3)، وقرئ: " لاتخذت " (4) والتاء من " تخذت " أصل، " اتخذ " افتعل منه ك‍ " اتبع " من " تبع " وليس من الأخذ في شئ.
* (قال هذا) * أي: الاعتراض سبب الفراق، والأصل: هذا فراق بيني وبينك، فأضاف المصدر إلى الظرف كما يضاف إلى المفعول به * (لمسكين) * لفقراء * (يعملون) * بها * (في البحر) * ويتعيشون بها * (وراءهم) * أمامهم كقوله:
* (ومن ورائهم برزخ) * (5)، وقيل: خلفهم (6)، وكان طريقهم في رجوعهم عليه، وما كان عندهم خبره فأعلم الله به الخضر وهو جلندى (7)، وقرأ أبي و عبد الله (8):
" كل سفينة صالحة غصبا " (9)، وقرأ أبي وابن عباس: " وأما الغلام فكان كافرا

(١) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج ٢ ص ٧٣٩ - ٧٤٠.
(٢) قاله سعيد بن جبير على ما حكاه البغوي في تفسيره: ج ٣ ص ١٧٥.
(٣) في بعض النسخ: جوعنا.
(٤) وهي قراءة ابن كثير والبصريين. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٥١٤.
(٥) المؤمنون: ١٠٠.
(٦) قاله الزجاج في معاني القرآن: ج ٣ ص ٣٠٥.
(٧) وجلندى: اسم ملك عمان. انظر الصحاح: مادة " جلد ".
(٨) والمراد به عبد الله بن مسعود بن غافل، أبو عبد الرحمن، من أكابر الصحابة والسابقين في الاسلام، أمره عثمان على الكوفة في خلافته ثم عزله وأمره بالرجوع إلى المدينة، ثم جعله القيم على بيت المال، ثم استعفاه لخلاف حدث بينه وبينه فأعفاه وأخذ منه مفاتيح بيت المال، توفي في خلافة عثمان - أثر كسر ضلع حدث به بعد أن داسه الخليفة برجليه - عن نحو ستين عاما. انظر الإصابة: ج ٢ ص ٣٦٨ - ٣٦٩، والاستيعاب: ج ٣ ص ٩٨٧ - ٩٩٤.
(٩) حكاه عنهما الشيخ الطوسي في التبيان: ج ٧ ص ٨٠.
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»