تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٣
فمات، ثم بعثه الله فضرب على قرنه الأيسر فمات فبعثه الله، فسمي ذا القرنين، وفيكم مثله " (1).
وقيل: سمي ذا القرنين لأنه قد بلغ قطري الأرض من المشرق والمغرب (2)، وقيل: كان لتاجه قرنان (3)، والسائلون: هم اليهود، سألوه على وجه الامتحان، وقيل: سأله أبو جهل وأشياعه (4) * (وآتيناه من) * أسباب * (كل شئ) * أراده من أغراضه ومقاصده في ملكه * (سببا) * طريقا موصلا إليه، فأراد بلوغ المغرب " فاتبع سببا " يوصله إليه حتى بلغ، وكذلك أراد المشرق " فاتبع سببا " وأراد بلوغ السدين " فاتبع سببا " (5)، وقرئ: * (فأتبع) * بقطع الهمزة، أي: فأتبع أمره سببا، أو أتبع ما هو عليه سببا.
وقرئ: * (حمئة) * من حمئت البئر: إذا صارت فيها الحمأة (6)، و " حامية " (7) أي: حارة * (ووجد) * عند العين ناسا كانوا كفرة، فخيره الله بين أن يعذبهم بالقتل وأن يدعوهم إلى الإسلام فاختار دعوتهم واستمالتهم، ف‍ * (قال أما من) * دعوته فأبى إلا البقاء على أعظم الظلم وهو الكفر فذاك هو المعذب في الدارين

(1) حكاه عنه (عليه السلام) الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 743، والرازي في تفسيره: ج 21 ص 164.
(2) وهو قول الزهري. راجع تفسير الماوردي: ج 3 ص 337.
(3) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 743.
(4) وهو ما رواه القمي في تفسيره: ج 2 ص 31 و 40 بإسناده عن الصادق (عليه السلام)، وإليه ذهب محمد بن إسحاق على ما حكاه عنه الرازي في تفسيره: ج 21 ص 82 و 164.
(5) الظاهر أن القراءة المعتمدة عند المصنف هنا بوصل الهمزة وتشديد التاء المفتوحة.
(6) الحمأة: الطين الأسود. (الصحاح: مادة حمأ).
(7) وهي قراءة ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم برواية أبي بكر. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 398.
(٤٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 ... » »»