تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٨
فخرجا من البحر وانطلقا يمشيان، ف‍ * (لقيا غلما فقتله) * الخضر، " زاكية " (1) أي: طاهرة من الذنوب، وقرئ: * (زكية) *، * (بغير نفس) * أي: لم يقتل نفسا فيقتص (2) منها * (نكرا) * أي: فظيعا منكرا، وقرئ بضمتين (3)، وفي زيادة * (لك) * هنا زيادة العتاب على ترك الوصية.
* (قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصحبني قد بلغت من لدني عذرا (76) فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا (77) قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا (78) أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا (79) وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا (80) فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما (81) وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صلحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا (82)) * * (بعدها) * أي: بعد هذه المرة، أو بعد المسألة * (فلا تصحبني) * أي: فلا تتابعني على صحبتك وإن طلبتها، وقرئ: " فلا تصحبني " (4) أي: فلا تكن

(١) يبدو أن المصنف قد اعتمد على هذه القراءة بالألف هنا تبعا للكشاف.
(٢) في نسخة: فتقتص.
(٣) قرأه نافع برواية الأصمعي ويعقوب وأبو بكر عن عاصم وابن ذكوان عن ابن عامر. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٥١٣، والتبيان: ج ٧ ص ٧٣.
(٤) وهي قراءة عيسى وابن عامر في رواية. راجع شواذ القرآن لابن خالويه: ص 84.
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»