تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٩
أي: لا آمنكم * (على) * بنيامين في الذهاب به * (إلا كما أمنتكم على أخيه) * يوسف إذ قلتم فيه: * (إنا له لحافظون) * (1) كما تقولونه في أخيه ثم لم تفوا بضمانكم * (فالله خير حفظا) * فتوكل على الله فيه ودفعه إليهم، و * (حفظا) * نصب على التمييز كقولهم: " لله دره فارسا "، ويجوز أن يكون حالا، وقرئ: " حفظا " (2)، * (وهو أرحم الراحمين) * يرحم ضعفي وكبر سني، فيحفظه ويرده علي ولا يجمع علي مصيبتين.
* (ولما فتحوا متعهم) * أي: أوعية طعامهم * (وجدوا بضاعتهم ردت إليهم) *، وقرأ يحيى بن وثاب (3): " ردت " بكسر الراء (4) على أن كسر الدال المدغمة نقلت إلى الراء * (ما نبغي) *: * (ما) * للنفي، أي: ما نبغي في القول، أو ما نبتغي شيئا وراء ما فعل بنا من الإحسان والإكرام، أو للاستفهام بمعنى: أي شئ نطلب وراء هذا من الإحسان؟ وقيل: معناه: ما نريد منك بضاعة أخرى (5)، وقوله: * (هذه بضاعتنا ردت إلينا) * جملة مستأنفة موضحة لقوله: * (ما نبغي) * والجمل بعدها معطوفة عليها على معنى: أن بضاعتنا ردت إلينا فنستظهر بها * (ونمير أهلنا) * في رجوعنا إلى الملك * (ونحفظ أخانا) * فما يصيبه شئ مما تخافه * (ونزداد) * باستحضار أخينا وسق (6) بعير زائدا على أوساق أباعرنا، فأي شئ نطلب وراء

(١) الآية: ١٢.
(٢) وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وعاصم برواية أبي بكر وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٣٥٠.
(٣) هو يحيى بن وثاب الأسدي بالولاء، الكوفي، إمام أهل الكوفة في القرآن، قليل الحديث، سمع ابن عمر وابن عباس، وروى عن ابن مسعود وأبي هريرة وعائشة مرسلا، وروى عنه الأعمش وقتادة. توفي سنة 103 ه‍. انظر تهذيب الأسماء واللغات للنووي: ج 2 ص 159.
(4) حكاها عنه ابن جني في المحتسب: ج 1 ص 345.
(5) قاله قتادة: راجع تفسير الطبري: ج 7 ص 247، وتفسير الماوردي: ج 3 ص 58.
(6) الوسق: ستون صاعا، قال الخليل: هو حمل البعير. (الصحاح: مادة وسق).
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»