تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢١٨
* (ثم بدا لهم) * الفاعل مضمر لدلالة ما يفسره عليه وهو * (ليسجننه) *، والمعنى: بدا لهم بداء، أي: ظهر لهم رأي: * (ليسجننه) *، * (من بعد ما رأوا الآيات) * وهي الشواهد على براءته * (حتى حين) * إلى زمان، والضمير في * (لهم) * ل‍ * (العزيز) * وأهله.
* (ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نربك من المحسنين (36) قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذا لكما مما علمني ربى إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كفرون (37) واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شئ ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون (38) يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار (39) ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطن إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون (40)) * * (ودخل معه السجن فتيان) * أي: عبدان للملك: ملك مصر مصاحبين له، لأن " مع " تدل على الصحبة، والفتيان: خباز الملك وشرابيه أدخلا السجن ساعة أدخل يوسف، نمي (1) إلى الملك أنهما يسمانه * (إني أراني) * يعني: في المنام، وهي حكاية حال ماضية * (أعصر خمرا) * يعني: عنبا، تسمية للعنب بما يؤول إليه * (من المحسنين) * من الذين يحسنون عبارة الرؤيا، أو من المحسنين إلى أهل السجن، فأحسن إلينا: بأن تفرج عنا الغمة بتأويل ما رأينا إن كانت لك يد في تأويل الرؤيا،

(1) نميت الحديث تنمية: إذا بلغته على وجه النميمة والافساد. (الصحاح: مادة نمم).
(٢١٨)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، الطعام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»