تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٣
* (فبدأ ب‍) * تفتيش * (أوعيتهم قبل وعاء أخيه) * بنيامين لنفي التهمة * (ثم استخرجها من) * وعائه، والصواع يذكر ويؤنث * (كذلك) * أي: مثل ذلك الكيد العظيم * (كدنا ليوسف) * يعني: علمناه إياه وأوحينا به إليه * (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) * هذا تفسير للكيد وبيان له، لأنه كان في دين ملك مصر وحكمه في السارق أن يضرب ويغرم مثل ما أخذ لا أن يستعبد * (إلا أن يشاء الله) * أي: ما كان يأخذ إلا بمشيئة الله وإذنه فيه * (نرفع درجت من نشاء) * في العلم كما رفعنا درجة يوسف فيه، وقرئ: " يرفع " بالياء (1) و * (درجت) * بالتنوين (2)، * (وفوق كل ذي علم عليم) * أرفع درجة منه في علمه حتى ينتهي إلى الله تعالى العالم لذاته، فلا يختص بمعلوم دون معلوم فيقف عليه ولا يتعداه.
* (قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون (77) قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نربك من المحسنين (78) قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متعنا عنده إنا إذا لظالمون (79) فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي وهو خير الحكمين (80)) * * (أخ له) * عنوا به يوسف، واختلف فيما أضافوه إلى يوسف من السرقة، وأصح الأقوال (3) فيه: أن عمته كانت تحضنه بعد وفاة أمه وتحبه حبا شديدا،

(١) قرأه يعقوب والحسن وعيسى. راجع التبيان: ج ٦ ص ١٧٤، والبحر المحيط لأبي حيان:
ج 5 ص 332.
(2) الظاهر أن القراءة المعتمدة لدى المصنف من غير تنوين، أي بالإضافة كما لا يخفي.
(3) وهو قول مجاهد على ما حكاه القرطبي في تفسيره: ج 9 ص 239.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»