تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٦٠
في الدنيا، وهو ما يرزقون * (فيها) * من الصحة والرزق، وقيل: هم أهل الرياء (1).
* (وحبط ما صنعوا) * أي: ما صنعوه، أو صنيعهم * (فيها) * في الآخرة، يعني: لم يكن لصنيعهم ثواب، لأنهم لم يريدوا به الآخرة، وإنما أرادوا به الدنيا وقد وفي إليهم ما أرادوا * (وبطل ما كانوا يعملون) * أي: كان عملهم في نفسه باطلا، لأنه لم يعمل للوجه الصحيح الذي هو ابتغاء وجه الله، فلا ثواب يستحق عليه ولا أجر.
والتقدير: * (أفمن كان على بينة من ربه) * كمن كان يريد الحياة الدنيا على برهان من الله وبيان وحجة على أن دين الإسلام حق وهو دليل العقل، والمعنى:
أنهم لا يقاربونهم في المنزلة، وبين الفريقين تفاوت شديد وبون بعيد * (ويتلوه) * ويتبع ذلك البرهان * (شاهد) * يشهد بصحته وهو القرآن * (منه) * من الله، وقيل:
البينة: القرآن، والشاهد: جبرئيل يتلو القرآن (2)، وقيل: أفمن كان على بينة هو النبي، والشاهد منه: علي بن أبي طالب (عليه السلام) يشهد له وهو منه، وهو المروي عنهم (عليهم السلام) (3) * (ومن قبله) * من قبل القرآن * (كتب موسى) * وهو التوراة يتلوه أيضا في التصديق * (إماما) * مؤتما به في الدين قدوة فيه * (ورحمة) * ونعمة عظيمة على المنزل عليهم * (أولئك) * يعني: من كان على بينة * (يؤمنون به) * أي: بالقرآن * (ومن يكفر به من الأحزاب) * يعني: أهل مكة ومن وافقهم وضامهم من المتحزبين على رسول الله * (فالنار موعده فلا تك في مرية) * أي: شك من القرآن، أو من الموعد.

(١) قاله مجاهد على ما حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج ٢ ص ٣٧٧.
(٢) قاله ابن عباس و عبد الرحمن بن زيد والنخعي وعكرمة والضحاك. راجع تفسير ابن عباس:
ص ١٨٣، وتفسير الماوردي: ج ٢ ص ٤٦١.
(٣) تفسير القمي: ج ١ ص ٣٢٤، وفي التبيان: ج ٥ ص ٤٦٠: روي ذلك عن أبي جعفر (عليه السلام)، وفي تفسير الماوردي: ج 2 ص 461 عن علي بن الحسين، وذكره الطبري في تفسيره: ج 7 ص 17 باسناده عن جابر عن علي (عليه السلام).
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»