تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٦٤
بعينها، ويجوز أن يريد بالبينة: المعجزة وبالرحمة: النبوة (1) " فعميت عليكم " (2) أي: خفيت بعد البينة (3)، وقرئ: * (فعميت) * أي: أخفيت عليكم * (أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) * أنكرهكم على قبولها، ونجبركم على الاهتداء بها * (وأنتم) * تكرهونها ولا تختارونها ولا إكراه في الدين؟
* (ويقوم لا أسئلكم عليه مالا إن أجرى إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون (29) ويقوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون (30) ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين (31)) * الضمير في * (عليه) * يرجع إلى قوله: * (إني لكم نذير مبين) *، * (إنهم ملقوا ربهم) * معناه: إنهم يلاقون الله فيعاقب من طردهم، أو يلاقونه فيجازيهم على ما يعتقدونه من الإخلاص في الإيمان كما ظهر لي منهم، أو على ما تقرفونهم (4) به من خلاف ذلك * (تجهلون) * الحق وأهله، أو تسفهون على المؤمنين، أو تجهلون لقاء ربكم.
* (من ينصرني من الله) * من يمنعني من انتقام الله وعذابه * (إن طردتهم) *؟
وكانوا يسألونه أن يطردهم ليؤمنوا، أنفة من أن يكونوا معهم على سواء.
* (ولا أقول لكم عندي خزائن الله) * فأدعي فضلا عليكم في الدنيا حتى

(1) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 389.
(2) الظاهر أن القراءة المعتمدة لدى المصنف هنا على التخفيف.
(3) الظاهر أن القراءة المعتمدة لدى المصنف هنا على التخفيف.
(4) في بعض النسخ: تعرفونهم.
(١٦٤)
مفاتيح البحث: الإخفاء (1)، الزمخشري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»