تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١١٨
وإسافا ونائلة (1)، وكانوا يقولون: * (هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله) * أتخبرونه بكونهم شفعاء عنده وهو إخبار * (بما) * ليس بمعلوم لله، وإذا لم يكن معلوما له وهو العالم بالذات المحيط بجميع المعلومات لم يكن شيئا، لأن الشئ ما يصح أن يعلم وقد أخبرتم بما لا يدخل تحت الصحة، وقوله: * (في السماوات ولا في الأرض) * تأكيد لنفيه، لأن ما لا يوجد فيهما فهو منتف معدوم * (عما يشركون) * " ما " موصولة أو مصدرية، أي: عن الشركاء الذين يشركونهم به، أو عن إشراكهم، وقرئ: " تشركون " بالتاء (2) أيضا.
* (وما كان الناس إلا أمة وا حدة) * متفقين على ملة واحدة ودين واحد من غير أن يختلفوا بينهم، وذلك في عهد آدم إلى أن قتل قابيل هابيل، وقيل: بعد الطوفان (3) * (ولولا كلمة سبقت من ربك) * وهو تأخير الحكم بينهم إلى يوم

(١) وقال الكلبي: وكان لهم إساف ونائلة، وهما رجل وامرأة من جرهم من أرض اليمن، وكان أساف يتعشقها، فاقبلوا حجاجا إلى الكعبة فدخلا الكعبة فوجدا خلوة ففجر بها فمسخا حجرين ووضعا عند الكعبة ليتعظ الناس بهما، فلما طال مكثهما وعبدت الأصنام عبدا معها، وكان أحدهما بلصق الكعبة إلى الآخر، فكانوا ينحرون ويذبحون عندهما. المصدر نفسه:
ص ٤٤ - ٤٥.
(٢) قرأه حمزة والكسائي. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٤٤٨.
(٣) قاله الضحاك والكلبي، وروي عن الباقر (عليه السلام). راجع تفسير العياشي: ج ١ ص ١٠٤ ح 308، وتفسير الماوردي: ج 2 ص 428.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»